الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
695 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا ، فيصلي فيه ركعتين . متفق عليه .

التالي السابق


695 - ( وعن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء ) : ممدود يصرف ، وقيل : لا ، وقيل مقصور وهي قرية قريبة من المدينة على ثلاثة أميال ، وقيل : أصحاب الصفة كانوا في ذلك المسجد ( كل سبت ماشيا وراكبا ) : حالان مترادفان ، والواو بمعنى ( أو ) يعني : تارة وتارة ( فيصلي فيه ركعتين ) : أي : تحية المسجد أو غيرها يقوم مقامها . قال الطيبي : وفيه دليل على أن التقرب بالمساجد ومواضع الصلحاء مستحب ، وأن الزيارة يوم السبت سنة . ( متفق عليه ) : قال ابن حجر : وصح عنه عليه السلام أن صلاة في مسجد قباء كعمرة ، وفي رواية : من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة ، وفي أخرى صحيحة أيضا : من توضأ فأحسن وضوءه ثم دخل مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة ، ويجمع بأنه يحتمل أن ثواب العمرة رتب أولا على أربع ركعات ، ثم سهل الله على عباده وتفضل عليهم ، فرتبه على ركعتين . وصح عن سعد بن أبى وقاص : لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين ، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل .

[ ص: 591 ] ومن هنا قالوا : عوض الله تعالى قاصد مسجده عليه السلام من الحج والعمرة بأمرين وعد عليهما ذلك الثواب ، أما الحج فذكر ابن الجوزي بإسناده ، وابن النجار بإسناده ، عن أبي أمامة أنه عليه السلام قال : ( من خرج على طهر لا يريد إلا الصلاة في مسجدي حتى يصلي فيه كان بمنزلة حجة ) . وأما العمرة : فزيارة مسجد قباء للحديث الصحيح : ( صلاة في مسجد قباء كعمرة ) .




الخدمات العلمية