الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2513 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم ، فقال رجل : يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، وخرجت امرأتي حاجة قال : اذهب فاحجج مع امرأتك ( متفق عليه ) .

التالي السابق


2513 - ( وعنه ) أي عن ابن عباس ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخلون ) أكد النهي مبالغة ( رجل بامرأة ) أي أجنبية ( ولا تسافرن ) أي مسيرة ثلاثة أيام بلياليها عندنا ( امرأة ) أي شابة أو عجوزة ( إلا ومعها محرم ) [ ص: 1744 ] قال ابن الهمام في الصحيحين لا تسافر امرأة ثلاثا إلا ومعها ذو محرم ، وفي لفظ لهما فوق ثلاث ، وفي لفظ للبخاري ثلاثة أيام ، وفي رواية البزار لا تحج امرأة إلا ومعها ذو محرم ، وفي رواية الدارقطني لا تحجن امرأة إلا ومعها ذو محرم .

قال ابن الملك فيه دليل على عدم لزوم الحج عليها إذ لم يكن معها محرم ، وبهذا قال أبو حنيفة وأحمد ، وقال مالك - رحمه الله تعالى يلزمها إذا كان معها جماعة النساء ، وقال الشافعي - رحمه الله - يلزمها إذا كان معها امرأة ثقة اهـ .

وقال الشمني مذهب مالك إذا وجدت المرأة صحبة مأمونة لزمها الحج لأنه سفر مفروض كالهجرة ، ومذهب الشافعي إذا وجدت نسوة ثقات فعليها أن تحج معهن ، ثم قال واعلم أنه يشترط في المرأة أيضا أن لا تكون معتدة ، والمراد بالمحرم من حرم عليه نكاحها على التأبيد : بسبب قرابة أو رضاع أو مصاهرة بشرط أن يكون مكلفا ليس بمجوسي ولا غير مأمون .

( فقال رجل يا رسول الله اكتتبت ) بصيغة المجهول المتكلم من باب الافتعال ( في غزوة كذا وكذا ) . قال الطيبي - رحمه الله - أي كتب وأثبت اسمي فيمن يخرج فيها يقال اكتتبت الكتاب أي كتبته ، ويقال اكتتب الرجل إذا كتب نفسه في ديوان السلطان ، واكتتب أيضا إذا طلب أن يكتب في الزمنى ولا يندب للجهاد ( وخرجت امرأتي ) أي أرادت أن تخرج ( حاجة ) أي محرمة للحج ، أو قاصدة له يعني وليس معها أحد من المحارم ( قال اذهب فاحجج ) بضم الجيم الأولى ( مع امرأتك ) وفي رواية البزار قال ارجع فحج معها قال الطيبي - رحمه الله - فيه تقديم الأهم إذ في الجهاد يقوم غيره مقامه ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية