الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        402 375 - مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي قباء راكبا وماشيا .

                                                                                                                        [ ص: 276 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 276 ] 8977 - قد ذكرنا في التمهيد اختلاف رواة الموطأ في إسناد هذا الحديث ، واختلاف أصحاب نافع في ألفاظه أيضا .

                                                                                                                        8978 - ورواية أيوب فيه ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي مسجد قباء .

                                                                                                                        8979 - ولم يذكر مالك ولا عبيد الله ، مسجدا .

                                                                                                                        8980 - وجرد حماد بن زيد هذا الحديث ، فرواه عن أيوب ، عن نافع ، قال : كان عبد الله بن عمر يأتي مسجد قباء في كل سبت إذا صلى الغداة ، وكان يكره أن يخرج منه حتى يصلي فيه .

                                                                                                                        8981 - ورواية أيوب هذه تفسير إتيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء أنه كان للصلاة في مسجدها .

                                                                                                                        8982 - وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أن قصد مسجد قباء والصلاة فيه تعدل عمرة ، بإسناد فيه لين من حديث أهل المدينة ، قد ذكرناه في التمهيد .

                                                                                                                        [ ص: 277 ] 8983 - وذكر ابن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر ، عن سعد بن إسحاق ، عن سليط بن سعد ، قال : سمعت ابن عمر يقول : من خرج يريد مسجد قباء لا يريد غيره يصلي كانت كعمرة .

                                                                                                                        8984 - وهذا عن ابن عمر تفسير حديثه في هذا الباب ، والله الموفق للصواب .

                                                                                                                        8985 - وليس في إتيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء راكبا ما يعارض قوله - عليه السلام - " لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد " ; لأن قوله ذلك معناه عند العلماء فيمن نذر على نفسه الصلاة في أحد الثلاثة المساجد أنه يلزمه إتيانها دون غيرها .

                                                                                                                        8986 - وأما إتيان قباء وغيرها من مواضع الرباط تطوعا دون نذر ، فلا بأس بإتيانها بدليل حديث قباء هذا .

                                                                                                                        8987 - وقد اختلف في المسجد الذي أسس على التقوى فقيل : مسجد قباء ، وقيل : مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                        8988 - وثبت عن النبي - عليه السلام - من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ذلك ، فقال : هو مسجدي هذا .

                                                                                                                        [ ص: 278 ] 8989 - وقد ذكرنا الأسانيد بذلك في التمهيد .

                                                                                                                        8990 - وكذلك اختلفوا في الطائفة التي بنوا مسجد الضرار على ما قد [ ص: 279 ] أوردناه في التمهيد .

                                                                                                                        8991 - وقد قيل : إن إتيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء كان زيارة منه للأنصار ونظرا إلى حيطانهم ، وتفرجا فيها ، ونحو هذا ، والأول أعلى عندي .

                                                                                                                        8992 - ذكر ابن أبي شيبة ، عن أبي خالد الأحمر ، عن هاشم بن هاشم ، عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبي يقول : لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس .

                                                                                                                        8993 - وأما قباء فموضع سكنى بني عمرو بن عوف أو قربهم ، وهي لفظة ممدودة وقد تقصر .

                                                                                                                        [ ص: 280 ] 8994 - قال عبد الله بن الزبعرى :


                                                                                                                        ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل حين ألقت بقباء رحلها
                                                                                                                        واستحر القتل في عبد الأشل .



                                                                                                                        8995 - وقال عمرو بن الوليد بن عقبة أبو قطيفة :

                                                                                                                        [ ص: 281 ]

                                                                                                                        ألا ليت شعري هل تغير بعدنا قباء وهل زال العقيق وحاضره

                                                                                                                        .




                                                                                                                        الخدمات العلمية