[ ص: 176 ] فصل
nindex.php?page=treesubj&link=28806وأولياء الله على " طبقتين " سابقون مقربون وأصحاب يمين مقتصدون . ذكرهم الله في عدة مواضع من كتابه العزيز في أول سورة الواقعة وآخرها وفي سورة الإنسان ; والمطففين وفي سورة فاطر فإنه سبحانه وتعالى ذكر في الواقعة القيامة الكبرى في أولها وذكر القيامة الصغرى في آخرها فقال في أولها {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت الواقعة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خافضة رافعة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فكانت هباء منبثا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وكنتم أزواجا ثلاثة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10والسابقون السابقون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أولئك المقربون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9في جنات النعيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وقليل من الآخرين } فهذا تقسيم الناس إذا قامت القيامة الكبرى التي يجمع الله فيها الأولين والآخرين كما وصف الله سبحانه ذلك في كتابه في غير موضع .
ثم قال تعالى في آخر السورة : فلولا أي : فهلا {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83إذا بلغت الحلقوم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وأنتم حينئذ تنظرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فلولا إن كنتم غير مدينين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87ترجعونها إن كنتم صادقين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فأما إن كان من المقربين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فروح وريحان وجنة نعيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وأما إن كان من أصحاب اليمين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فسلام لك من أصحاب اليمين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وأما إن كان من المكذبين الضالين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فنزل من حميم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وتصلية جحيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إن هذا لهو حق اليقين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فسبح باسم ربك العظيم } .
وقال تعالى في سورة الإنسان : {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا } الآيات
. وكذلك ذكر في سورة المطففين فقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } إلى أن قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=18كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=19وما أدراك ما عليون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=9كتاب مرقوم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=21يشهده المقربون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إن الأبرار لفي نعيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=23على الأرائك ينظرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=24تعرف في وجوههم نضرة النعيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=25يسقون من رحيق مختوم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=26ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=27ومزاجه من تسنيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=28عينا يشرب بها المقربون } .
وعن
ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من
السلف قالوا يمزج
[ ص: 178 ] لأصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقربون صرفا وهو كما قالوا .
فإنه تعالى قال {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يشرب بها } ولم يقل : يشرب منها لأنه ضمن ذلك قوله يشرب يعني يروى بها فإن الشارب قد يشرب ولا يروى فإذا قيل يشربون منها لم يدل على الري فإذا قيل يشربون بها كان المعنى يروون بها فالمقربون يروون بها فلا يحتاجون معها إلى ما دونها ; فلهذا يشربون منها صرفا بخلاف أصحاب اليمين فإنها مزجت لهم مزجا وهو كما قال تعالى في سورة الإنسان {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كان مزاجها كافورا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا } .
فعباد الله هم المقربون المذكورون في تلك السورة وهذا لأن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37516من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ; وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } رواه
مسلم في صحيحه .
وقال صلى الله عليه وسلم
[ ص: 179 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597090الراحمون يرحمهم الرحمن . ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء } قال
الترمذي : حديث صحيح .
وفي الحديث الآخر الصحيح الذي في السنن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41187يقول الله تعالى : أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته } وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41187ومن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله } ومثل هذا كثير .
وأولياء الله تعالى على نوعين : مقربون وأصحاب يمين كما تقدم . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عمل القسمين في حديث الأولياء فقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11251يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ; فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها } .
nindex.php?page=treesubj&link=29680فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه بالفرائض يفعلون ما أوجب الله عليهم ويتركون ما حرم الله عليهم ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات ; ولا الكف عن فضول المباحات .
nindex.php?page=treesubj&link=29680وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا
[ ص: 180 ] الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات فلما تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبا تاما كما قال تعالى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34296ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه } يعني الحب المطلق كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } أي أنعم عليهم الإنعام المطلق التام المذكور في قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } فهؤلاء المقربون صارت المباحات في حقهم طاعات يتقربون بها إلى الله عز وجل فكانت أعمالهم كلها عبادات لله فشربوا صرفا كما عملوا له صرفا والمقتصدون كان في أعمالهم ما فعلوه لنفوسهم فلا يعاقبون عليه ولا يثابون عليه فلم يشربوا صرفا ; بل مزج لهم من شراب المقربين بحسب ما مزجوه في الدنيا .
ونظير هذا
nindex.php?page=treesubj&link=28809انقسام الأنبياء عليهم السلام إلى عبد رسول ونبي ملك وقد خير الله سبحانه
محمدا صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدا رسولا وبين أن يكون نبيا ملكا فاختار أن يكون عبدا رسولا فالنبي الملك مثل
داود وسليمان ونحوهما عليهما الصلاة والسلام قال الله تعالى في قصة
سليمان الذي {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=36فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=37والشياطين كل بناء وغواص } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=38وآخرين مقرنين في الأصفاد } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=39هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب } أي أعط من شئت واحرم من شئت لا حساب عليك فالنبي الملك يفعل ما فرض الله عليه ويترك ما حرم الله عليه ويتصرف في الولاية والمال بما يحبه ويختار من غير إثم عليه .
وأما العبد الرسول فلا يعطي أحدا إلا بأمر ربه ولا يعطي من يشاء ويحرم [ من يشاء بل روي عنه ] أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597091إني والله لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت } ولهذا يضيف الله الأموال الشرعية إلى الله والرسول كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول } وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول } وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول } .
ولهذا كان أظهر أقوال العلماء أن هذه الأموال تصرف فيما يحبه الله ورسوله بحسب اجتهاد ولي الأمر كما هو مذهب
مالك وغيره من
السلف ويذكر هذا رواية عن
أحمد وقد قيل في الخمس أنه يقسم على خمسة كقول
الشافعي وأحمد في المعروف عنه وقيل : على ثلاثة كقول
أبي حنيفة رحمه الله .
[ ص: 182 ] و " المقصود هنا " أن
nindex.php?page=treesubj&link=28809_29638العبد الرسول هو أفضل من النبي الملك كما أن
إبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا عليهم الصلاة والسلام أفضل من
يوسف وداود وسليمان عليهم السلام كما أن المقربين السابقين أفضل من الأبرار أصحاب اليمين الذين ليسوا مقربين سابقين فمن أدى ما أوجب الله عليه وفعل من المباحات ما يحبه فهو من هؤلاء ومن كان إنما يفعل ما يحبه الله ويرضاه ويقصد أن يستعين بما أبيح له على ما أمره الله فهو من أولئك .
[ ص: 176 ] فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=28806وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَى " طَبَقَتَيْنِ " سَابِقُونَ مُقَرَّبُونَ وَأَصْحَابُ يَمِينٍ مُقْتَصِدُونَ . ذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَآخِرِهَا وَفِي سُورَةِ الْإِنْسَانِ ; وَالْمُطَفِّفِينَ وَفِي سُورَةِ فَاطِرٍ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَكَرَ فِي الْوَاقِعَةِ الْقِيَامَةَ الْكُبْرَى فِي أَوَّلِهَا وَذَكَرَ الْقِيَامَةَ الصُّغْرَى فِي آخِرِهَا فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=14وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ } فَهَذَا تَقْسِيمُ النَّاسِ إذَا قَامَتْ الْقِيَامَةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَجْمَعُ اللَّهُ فِيهَا الْأَوَّلِينَ والآخرين كَمَا وَصَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ السُّورَةِ : فَلَوْلَا أَيْ : فَهَلَّا {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83إذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فَلَوْلَا إنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وَأَمَّا إنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وَأَمَّا إنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } .
وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْإِنْسَانِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5إنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } الْآيَاتِ
. وَكَذَلِكَ ذَكَرَ فِي سُورَةِ الْمُطَفِّفِينَ فَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كَلَّا إنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } إلَى أَنْ قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=18كَلَّا إنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=19وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=9كِتَابٌ مَرْقُومٌ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=21يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=23عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=24تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=25يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=26خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=27وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=28عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } .
وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرِهِ مِنْ
السَّلَفِ قَالُوا يُمْزَجُ
[ ص: 178 ] لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ مَزْجًا وَيَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا وَهُوَ كَمَا قَالُوا .
فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يَشْرَبُ بِهَا } وَلَمْ يَقُلْ : يَشْرَبُ مِنْهَا لِأَنَّهُ ضَمَّنَ ذَلِكَ قَوْلَهُ يَشْرَبُ يَعْنِي يُرْوَى بِهَا فَإِنَّ الشَّارِبَ قَدْ يَشْرَبُ وَلَا يُرْوَى فَإِذَا قِيلَ يَشْرَبُونَ مِنْهَا لَمْ يَدُلَّ عَلَى الرِّيِّ فَإِذَا قِيلَ يَشْرَبُونَ بِهَا كَانَ الْمَعْنَى يَرْوُونَ بِهَا فَالْمُقَرَّبُونَ يَرْوُونَ بِهَا فَلَا يَحْتَاجُونَ مَعَهَا إلَى مَا دُونَهَا ; فَلِهَذَا يَشْرَبُونَ مِنْهَا صِرْفًا بِخِلَافِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَإِنَّهَا مُزِجَتْ لَهُمْ مَزْجًا وَهُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْإِنْسَانِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا } .
فَعِبَادُ اللَّهِ هُمْ الْمُقَرَّبُونَ الْمَذْكُورُونَ فِي تِلْكَ السُّورَةِ وَهَذَا لِأَنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37516مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السِّكِّينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ; وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ } رَوَاهُ
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 179 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597090الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ . ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الصَّحِيحِ الَّذِي فِي السُّنَنِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41187يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْت الرَّحِمَ وَشَقَقْت لَهَا اسْمًا مِنْ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْته وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتّهُ } وَقَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41187وَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ } وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ .
وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى نَوْعَيْنِ : مُقَرَّبُونَ وَأَصْحَابُ يَمِينٍ كَمَا تَقَدَّمَ . وَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَلَ الْقِسْمَيْنِ فِي حَدِيثِ الْأَوْلِيَاءِ فَقَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11251يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْته عَلَيْهِ وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ; فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا } .
nindex.php?page=treesubj&link=29680فَالْأَبْرَارُ أَصْحَابُ الْيَمِينِ هُمْ الْمُتَقَرِّبُونَ إلَيْهِ بِالْفَرَائِضِ يَفْعَلُونَ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَيَتْرُكُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَا يُكَلِّفُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْمَنْدُوبَاتِ ; وَلَا الْكَفِّ عَنْ فُضُولِ الْمُبَاحَاتِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29680وَأَمَّا السَّابِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ فَتَقَرَّبُوا إلَيْهِ بِالنَّوَافِلِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ فَفَعَلُوا
[ ص: 180 ] الْوَاجِبَاتِ والمستحبات وَتَرَكُوا الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمَكْرُوهَاتِ فَلَمَّا تَقَرَّبُوا إلَيْهِ بِجَمِيعِ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَحْبُوبَاتِهِمْ أَحَبَّهُمْ الرَّبُّ حُبًّا تَامًّا كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34296وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } يَعْنِي الْحُبَّ الْمُطْلَقَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } أَيّ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ الْإِنْعَامَ الْمُطْلَقَ التَّامَّ الْمَذْكُورَ فِي قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } فَهَؤُلَاءِ الْمُقَرَّبُونَ صَارَتْ الْمُبَاحَاتُ فِي حَقِّهِمْ طَاعَاتٍ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَكَانَتْ أَعْمَالُهُمْ كُلُّهَا عِبَادَاتٍ لِلَّهِ فَشَرِبُوا صِرْفًا كَمَا عَمِلُوا لَهُ صِرْفًا وَالْمُقْتَصِدُونَ كَانَ فِي أَعْمَالِهِمْ مَا فَعَلُوهُ لِنُفُوسِهِمْ فَلَا يُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُثَابُونَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَشْرَبُوا صِرْفًا ; بَلْ مُزِجَ لَهُمْ مِنْ شَرَابِ الْمُقَرَّبِينَ بِحَسَبِ مَا مَزَجُوهُ فِي الدُّنْيَا .
وَنَظِيرُ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28809انْقِسَامُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ إلَى عَبْدٍ رَسُولٍ وَنَبِيٍّ مَلِكٍ وَقَدْ خَيَّرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا رَسُولًا وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا فَاخْتَارَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا رَسُولًا فَالنَّبِيُّ الْمَلِكُ مِثْلُ
داود وَسُلَيْمَانَ وَنَحْوِهِمَا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ
سُلَيْمَانَ الَّذِي {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=36فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=37وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=38وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=39هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } أَيْ أَعْطِ مَنْ شِئْت وَاحْرِمْ مَنْ شِئْت لَا حِسَابَ عَلَيْك فَالنَّبِيُّ الْمَلِكُ يَفْعَلُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَتْرُكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَتَصَرَّفُ فِي الْوِلَايَةِ وَالْمَالِ بِمَا يُحِبُّهُ وَيَخْتَارُ مِنْ غَيْرِ إثْمٍ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا الْعَبْدُ الرَّسُولُ فَلَا يُعْطِي أَحَدًا إلَّا بِأَمْرِ رَبِّهِ وَلَا يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ وَيَحْرِمُ [ مَنْ يَشَاءُ بَلْ رُوِيَ عَنْهُ ] أَنَّهُ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=597091إنِّي وَاَللَّهِ لَا أُعْطِي أَحَدًا وَلَا أَمْنَعُ أَحَدًا إنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْت } وَلِهَذَا يُضِيفُ اللَّهُ الْأَمْوَالَ الشَّرْعِيَّةَ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ } وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ } وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ } .
وَلِهَذَا كَانَ أَظْهَرُ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ تُصْرَفُ فِيمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِحَسَبِ اجْتِهَادِ وَلِيِّ الْأَمْرِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ
مَالِكٍ وَغَيْرِهِ مِنْ
السَّلَفِ وَيُذْكَرُ هَذَا رِوَايَةً عَنْ
أَحْمَد وَقَدْ قِيلَ فِي الْخُمُسِ أَنَّهُ يُقَسَّمُ عَلَى خَمْسَةٍ كَقَوْلِ
الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد فِي الْمَعْرُوفِ عَنْهُ وَقِيلَ : عَلَى ثَلَاثَةٍ كَقَوْلِ
أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ .
[ ص: 182 ] وَ " الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28809_29638الْعَبْدَ الرَّسُولَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ النَّبِيِّ الْمَلِكِ كَمَا أَنَّ
إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدًا عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ مِنْ
يُوسُفَ وداود وَسُلَيْمَانَ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ كَمَا أَنَّ الْمُقَرَّبِينَ السَّابِقِينَ أَفْضَلُ مِنْ الْأَبْرَارِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ الَّذِينَ لَيْسُوا مُقَرَّبِينَ سَابِقِينَ فَمَنْ أَدَّى مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَفَعَلَ مِنْ الْمُبَاحَاتِ مَا يُحِبُّهُ فَهُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَمَنْ كَانَ إنَّمَا يَفْعَلُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ وَيَقْصِدُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِمَا أُبِيحَ لَهُ عَلَى مَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أُولَئِكَ .