الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم [ ص: 439 ] لرءوف رحيم

                                                                                                                                                                                                مكروا السيئات : أي: المكرات السيئات، وهم أهل مكة، وما مكروا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في تقلبهم : متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم وأسباب دنياهم، على تخوف : متخوفين، وهو أن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأخذهم بالعذاب وهم متخوفون متوقعون، وهو خلاف قوله: من حيث لا يشعرون ، وقيل: هو من قولك: تخوفته وتخونته، إذا تنقصته قال زهير [من البسيط]:


                                                                                                                                                                                                تخوف الرحل منها تامكا قردا ... كما تخوف عود النبعة السفن



                                                                                                                                                                                                أي: يأخذهم على أن يتنقصهم شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا، وعن عمر -رضي الله عنه- أنه قال على المنبر: ما تقولون فيها؟ فسكتوا فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا: التخوف: التنقص، قال: فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها ؟ قال: نعم، قال شاعرنا، وأنشد البيت، فقال عمر : أيها الناس، عليكم بديوانكم لا يضل، قالوا: وما ديواننا ؟ قال: شعر الجاهلية; فإن فيه تفسير كتابكم، فإن ربكم لرءوف رحيم : حيث يحلم عنكم، ولا يعاجلكم مع استحقاقكم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية