الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم

                                                                                                                                                                                                الأبكم: الذي ولد أخرس، فلا يفهم ولا يفهم، وهو كل على مولاه أي: ثقل وعيال على من يلي أمره ويعوله، أينما يوجهه : حيثما يرسله ويصرفه في مطلب حاجة أو كفاية مهم، لم ينفع ولم يأت بنجح، هل يستوي هو ومن : هو سليم الحواس نفاعا ذو كفايات، مع رشد وديانة، فهو: يأتي أمر : الناس، بالعدل ، والخير، وهو : في نفسه، على صراط مستقيم : على سيرة صالحة ودين قويم، وهذا مثل ثان ضربه الله لنفسه ولما يفيض على عباده ويشملهم من آثار رحمته وألطافه ونعمه الدينية والدنيوية، وللأصنام التي هي أموات لا تضر ولا تنفع، وقرئ: "أينما يوجه"، بمعنى: أينما يتوجه، من قولهم: أينما أوجه ألق سعدا ، وقرأ ابن مسعود : "أينما يوجه" على البناء للمفعول.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية