الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه " المعنى : إن ربكم الذي يجب أن تعتقدوا ربوبيته ، هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ، فيزول تعب النهار وكلاله بالسكون في الليل ، وجعل النهار مبصرا ، أي : مضيئا تبصرون فيه . وإنما أضاف الإبصار إليه ، لأنه قد فهم السامع المقصود ، إذ النهار لا يبصر ، وإنما هو ظرف يفعل فيه غيره ، كقوله : عيشة راضية [الحاقة :21] إنما هي مرضية ، وهذا كما يقال : ليل نائم ، قال جرير :


                                                                                                                                                                                                                                      لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ونمت وما ليل المطي بنائم



                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون " سماع اعتبار ، فيعلمون أنه لا يقدر على ذلك إلا الإله القادر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية