الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الحادية والعشرون قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } .

                                                                                                                                                                                                              فيها خمس مسائل : المسألة الأولى : قوله : { ما لكم } : ما : حرف استفهام ، التقدير : أي شيء يمنعكم عن كذا ؟ كما تقول ما لك عن فلان معرضا .

                                                                                                                                                                                                              ونظامه الصناعي ما حصل لك مانعا لكذا أو كذا .

                                                                                                                                                                                                              وكذا تقول : ما لك تقوم وتقعد ؟ التقدير : أي شيء حصل لك مانعا من الاستقرار ؟ المسألة الثانية : قوله : { انفروا في سبيل الله } : يقال : نفر إذا زال عن الشيء .

                                                                                                                                                                                                              وتصريفه نفر ينفر نفيرا ، ونفرت الدابة تنفر نفورا ، وكأن النفور في الإباية ، والنفير في الإقبال والسعاية .

                                                                                                                                                                                                              وقد يؤلفان على رأي من يرى تأليف المعاني المختلفة تحت اللفظ الواحد بوجه يبعد تارة ويقرب أخرى ، ويكون تأويله هاهنا : زولوا عن أرضيكم وأهليكم في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية