ولما قرر حال من يتخلف عن الجهاد، وربما بذل ماله فيه افتداء لسفره، شرع في ذكر من يشاركه في الإنفاق والنفاق ويخالفه
[ ص: 503 ] فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30723_32534_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58ومنهم من يلمزك أي: يعيبك عند مشاكليه على طريق الملازمة في ستر وخفاء أو تظاهر وقلة حياء
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58في الصدقات أي: اللاتي تؤتيها لأتباعك، ولما أخبر عن اللمز، أخبر أنه لحظ نفسه لا للدين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58فإن أعطوا منها رضوا أي: عنك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58وإن لم يعطوا منها فاجؤوا السخط الذي يتجدد في كل لحظة ولم يتخلفوا عنه أصلا، وعبر عن ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58إذا هم يسخطون فوافقوا الأولين في جعل الدنيا همهم، وخالفوهم في أن أولئك أنفقوا ليتمتعوا بالتخلف وهؤلاء طلبوا ليتنعموا بنفس المال الذي يأخذونه; قيل:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653341إنها نزلت في ذي الخويصرة لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم حنين: اعدل يا محمد! فإني لم أرك تعدل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ " وسيأتي حديثه.
وَلَمَّا قَرَّرَ حَالَ مَنْ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْجِهَادِ، وَرُبَّمَا بَذَلَ مَالَهُ فِيهِ افْتِدَاءً لِسَفَرِهِ، شَرَعَ فِي ذِكْرِ مَنْ يُشَارِكُهُ فِي الْإِنْفَاقِ وَالنِّفَاقِ وَيُخَالِفُهُ
[ ص: 503 ] فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30723_32534_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ أَيْ: يَعِيبُكَ عِنْدَ مُشَاكِلِيهِ عَلَى طَرِيقِ الْمُلَازَمَةِ فِي سَتْرٍ وَخَفَاءٍ أَوْ تَظَاهُرٍ وَقِلَّةِ حَيَاءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58فِي الصَّدَقَاتِ أَيِ: اللَّاتِي تُؤْتِيهَا لِأَتْبَاعِكَ، وَلَمَّا أَخْبَرَ عَنِ اللَّمْزِ، أَخْبَرَ أَنَّهُ لِحَظِّ نَفْسِهِ لَا لِلدِّينِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا أَيْ: عَنْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا فَاجَؤُوا السُّخْطَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ وَلَمْ يَتَخَلَّفُوا عَنْهُ أَصْلًا، وَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ فَوَافَقُوا الْأَوَّلِينَ فِي جَعْلِ الدُّنْيَا هَمَّهُمْ، وَخَالَفُوهُمْ فِي أَنَّ أُولَئِكَ أَنْفَقُوا لِيَتَمَتَّعُوا بِالتَّخَلُّفِ وَهَؤُلَاءِ طَلَبُوا لِيَتَنَعَّمُوا بِنَفْسِ الْمَالِ الَّذِي يَأْخُذُونَهُ; قِيلَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653341إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي ذِي الْخُوَيْصِرَةِ لَمَّا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَسِّمُ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ: اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ! فَإِنِّي لَمْ أَرَكَ تَعْدِلُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ " وَسَيَأْتِي حَدِيثُهُ.