الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا

                                                                                                                                                                                                فاختلط به نبات الأرض : فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضا، وقيل: نجع في النبات الماء فاختلط به حتى روى ورف رفيفا، وكان حق اللفظ على هذا التفسير: فاختلط بنبات الأرض، ووجه صحته: أن كل مختلطين موصوف كل واحد منهما بصفة صاحبه، والهشيم: ما تهشم وتحطم، الواحدة هشيمة، وقرئ : "تذروه الريح"، وعن ابن عباس : "تذريه الرياح"، من أذرى: شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والفناء، بحال النبات يكون أخضر وارفا; ثم يهيج، فتطيره الرياح كأن لم يكن، وكان الله على كل شيء : من الإنشاء والإفناء: مقتدرا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية