الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 1103 ] سياق

                    ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذنوب التي عدهن في الكبائر مثل : الشرك بالله ، والقتل ، والزنا ، وعقوق الوالدين ، واليمين الغموس ، وأكل الربا ، والسحر ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات ، وشهادة الزور ، والسرقة ، واستحلال البيت الحرام ، وانقلاب إلى الأعراب

                    سئل ابن عباس عن الكبائر ، أسبعة هي ؟ قال : هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبعة .

                    وعن ابن عباس :

                    " الإضرار في الوصية من الكبائر " .

                    [ ص: 1104 ] وعن ابن مسعود :

                    " القنوط من روح الله ، والأمن من مكر الله ، والكذب " .

                    وعن عبد الله بن عمرو :

                    " شرب الخمر من الكبائر " .

                    1901 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : نا يحيى بن محمد بن صاعد قال : نا يعقوب بن إبراهيم ، والحسين بن الحسن ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن المقوم ، قالوا : نا عبد الرحمن بن مهدي \ح\

                    1902 - وأنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال : نا أحمد بن سنان قال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن منصور ، وواصل ، والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله قال : " قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك " .

                    واللفظ لحديث أحمد بن سنان ، أخرجه البخاري ومسلم .

                    1903 - أنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، وعبيد الله بن أحمد المقري ، قالا : نا الحسين بن إسماعيل قال : نا يوسف بن موسى قال : نا عبيد الله بن موسى قال : نا شيبان ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو قال :

                    [ ص: 1105 ] " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ما الكبائر ؟

                    قال : الإشراك بالله .

                    قال : ثم ماذا ؟

                    قال : عقوق الوالدين .

                    قال : ثم ماذا ؟

                    قال : ثم يمين الغموس .

                    قال : قلت لعامر وما يمين الغموس ؟

                    قال : الرجل يقتطع مال امرئ مسلم بيمين وهو كاذب
                    "

                    أخرجه البخاري .

                    1904 - أنا عبد الواحد بن محمد قال : نا عبد الله بن أحمد بن إسحاق قال : نا الربيع بن سليمان قال : نا ابن وهب قال : أخبرني سليمان ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

                    ( اجتنبوا السبع الموبقات قال : وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " .

                    أخرجه البخاري ومسلم .

                    1905 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا عبد الله بن محمد بن زياد قال : نا عبد الرحمن بن بشر قال : نا بهز بن أسد قال : نا شعبة ، أنا [ ص: 1106 ] عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس : \ح\ :

                    1906 - وثنا مهدي بن محمد قال : نا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي قال : نا عبد الرحمن بن بشر قال : نا بهز بن أسد قال : نا شعبة ، أخبرني عبد الله بن أبي بكر ، عن أنس قال :

                    ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال : الشرك بالله والعقوق وشهادة الزور ، أو قال : قول الزور ) .

                    أخرجاه جميعا .

                    1907 - أنا محمد بن عثمان بن محمد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن جعفر البزار ، قالا : أنا محمد بن منصور بن أبي الجهم قال : نا حميد بن مسعدة قال : نا بشر بن المفضل قال : نا سعيد الجريري ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

                    ( ألا أحدثكم بأكبر الكبائر ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : ( الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - قال : وجلس وكان متكئا قال : وشهادة الزور أو قال : وقول الزور فما زال يقولها حتى قلنا : ليته سكت ) .

                    أخرجه البخاري ومسلم .

                    1908 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : أنا علي بن الجعد قال : أنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت حميد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو : \ح\ :

                    1909 - وأنا أحمد بن إبراهيم قال : أنا إبراهيم بن عبد الله قال : [ ص: 1107 ] نا الحسين بن الحسن قال : أنا عبد الله بن المبارك قال : أنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عمه حميد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

                    ( إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه قيل : وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : يساب الرجل فيسب أباه ويسب أمه ) .

                    واللفظ لحديث ابن المبارك ، أخرجه مسلم .

                    1910 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال : نا الحارث بن محمد قال : \ح\ :

                    1911 - ونا أبو النضر قال : نا شيبان قال : نا منصور ، عن هلال بن يساف ، عن سلمة بن قيس الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :

                    ( ألا إنما هن أربع : لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا )
                    .

                    1912 - أخبرني جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن هارون الروياني قال : نا أبو الربيع قال : نا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

                    ( الكبائر سبع : أولهن الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حقها ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم بدارا أن يكبروا ، وفرار يوم الزحف ، ورمي [ ص: 1108 ] المحصنات ، وانقلاب إلى الأعراب ) .

                    1913 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا أحمد بن الحسن قال : نا الحارث بن محمد قال : نا العباس بن الفضل قال : نا حرب بن شداد قال : نا يحيى بن أبي كثير ، عن عبيد بن عمير قال : حدثني أبي قال :

                    ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فسمعته يقول : ألا إن أولياء الله المصلون ، وإن من يقضي الصلاة المكتوبة كله حق عليه ، ويؤدي الزكاة المفروضة احتسابا ، ويصوم رمضان ، ويجتنب الكبائر ، فقال له رجل : يا رسول الله وما الكبائر ؟ قال : سبع أعظمهن الإشراك بالله ، وقتل نفس المؤمن ، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين ، والسحر ، واستحلال البيت الحرام ، من لقي الله وهو بريء منهن كان في جنة مصاريعها من ذهب ) .

                    1914 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : [ ص: 1109 ] نا علي بن الجعد قال : نا الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال :

                    ( ليس الفرار من الزحف من الكبائر ، إنما كان ذاك يوم بدر ) .

                    * قول علي رضي الله عنه :

                    1915 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا يحيى بن محمد قال : نا الحسين بن الحسن قال : نا ابن المبارك قال : أنا ابن جريج قال : نا عثمان بن أبي سليمان ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال :

                    ( من الكبائر ترك الهجرة ) ، فقال عمر بن عبد العزيز ، وعبد الله بن عمرو بن عثمان : ما سمعنا بذاك ، فسكت أبو سلمة ، فقال رجل حين قام : ما كنت لتسكت إن علي بن أبي طالب كان يقول :

                    ( رجعة المهاجر على عقبيه من الكبائر ) .

                    * قول ابن عباس رضي الله عنهما :

                    1916 - أنا علي بن أحمد بن حفص ، أنا جعفر بن محمد بن حجاج قال : نا نصر بن عبد الملك ، نا إبراهيم بن نصر قال : نا أبو عبد الرحمن الأشجعي ، عن سفيان ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن ابن عباس قال : ( كل ما نهاك الله عنه فهو كبيرة ) .

                    1917 - أنا محمد بن الحسين الفارسي قال : أنا أحمد بن سعيد قال : نا محمد بن يحيى قال : نا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري قال : نا فليح ، عن ابن شهاب ، عن عياض أن ابن عباس كان يقول : إذا قيل له : الكبائر سبع قال :

                    [ ص: 1110 ] ( هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع ) .

                    1918 - وأنا الحسين بن حيدرة قال : نا يوسف بن يعقوب قال : نا العباس بن عبد الله قال : نا حفص بن عمر العدني قال : نا الحكم قال : حدثني عكرمة قال : سئل ابن عباس عن الكبائر ، أسبعة هي ؟ قال :

                    ( هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبعة ) .

                    1919 - أنا أحمد بن محمد بن موسى ، أنا محمد بن جعفر قال : نا علي بن حرب قال : نا القاسم بن يزيد قال : نا شبل بن عباد المالكي ، عن قيس بن سعد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن رجلا سأله عن الكبائر ، أسبع هي ؟ قال :

                    ( هي إلى السبعمائة أقرب إلا أنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع إصرار ) .

                    1920 - أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : أنا علي بن أحمد بن يزيد الرياحي قال : نا محمد بن عيسى بن إسماعيل الفارسي قال : نا عباس بن الوراق قال : نا وكيع قال : نا سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

                    ( الإضرار في الوصية من الكبائر ) ، ثم قرأ : ( غير مضار وصية من الله ) إلى قوله : ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) .

                    * قول ابن مسعود رضي الله عنه :

                    1921 - أنا عبيد الله بن أحمد ، أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا [ ص: 1111 ] محمود بن خداش قال : نا هشيم قال : نا مطرف ، عن وبرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الطفيل قال : قال : \ح\ :

                    1922 - وأنا عبيد الله ، أنا الحسين ، نا علي بن حرب قال : نا القاسم بن يزيد قال : نا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي الطفيل ، عن ابن مسعود قال :

                    ( الكبائر : الإشراك بالله ، والإياس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله ) .

                    لفظهما سواء .

                    1923 - أنا علي بن أحمد بن حفص قال : نا أحمد بن علي المرهبي قال : نا الحسن بن علي بن جعفر قال : أنا أبو نعيم قال : نا فطر ، عن قريش بن صعصة ، عن شداد بن معقل قال : قلنا لابن مسعود في الكبائر قال :

                    ( القتل والكذب ) .

                    1924 - وأنا محمد بن أحمد الطوسي قال : نا محمد بن يعقوب قال : نا العباس بن الوليد قال : نا عقبة قال : أخبرني الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال :

                    ( كانوا يعدون الكبائر عند ابن مسعود : الشرك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق ، وعقوق الوالدين من المسلمين ، وأكل الربا ، وقذف المحصنة ، والسحر ، والفار من الزحف ، وإلحادا في المسجد الحرام ) .

                    يقول ابن مسعود : أين يجعلون يمين الغموس " ؟

                    [ ص: 1112 ] قيل : وما يمين الغموس ؟

                    قال : اقتطاع الرجل بيمينه مال أخيه ) .

                    * قول ابن عمر رضي الله عنهما :

                    1925 - أنا محمد بن عثمان بن محمد قال : أنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط قال : أنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل قال : نا بكار بن سعيد القارئ اليمامي قال : نا هشام قال : سألت ابن عمر عن الكبائر ، فقال :

                    ( الشرك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق ، والسحر ، وأكل مال اليتيم بغير حق ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، ( . . . ) الوالدين المسلمين من العقوق ، وأكل الربا ، واستحلال آمين البيت الحرام ، والفرار من الزحف ) .

                    * قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :

                    1926 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا يحيى بن محمد بن صاعد قال : نا بندار قال : نا محمد بن جعفر قال : نا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن أبي الطفيل ، عن عبد الله بن عمرو قال :

                    ( أربع من الكبائر : الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والإياس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله " .

                    1927 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا أحمد بن محمد بن جعفر قال : نا بشر بن موسى قال : نا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال :

                    ( كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو فسألوه عن الكبائر ، فذكر منها [ ص: 1113 ] ستا وذكر فيها شرب الخمر .

                    فقيل : إن شرب الخمر من الكبائر ؟

                    فقال : نعم هو من الكبائر . وإنه لا يشرب رجل خمرا حين يمسي إلا كان مشركا حتى يصبح ، ولا يشربها حين يصبح إلا كان مشركا حتى يمسي ، وإن مدمن الخمر كعابد اللات والعزى ) .

                    1928 - أنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال : نا أحمد بن سنان قال : نا عفان قال : نا سعيد بن زيد قال : نا علي بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك يقول :

                    ( إني لأعرف اليوم ذنوبا هي أدق عليكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر ) .

                    1929 - أنا محمد بن أحمد الطوسي ، ثنا محمد بن يعقوب قال : نا العباس بن الوليد قال : عقبة بن علقمة ، أخبرني الأوزاعي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول :

                    ( اليمين الفاجرة من الكبائر ) .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية