ولما كثرت في هذه السورة الأوامر بالبراءة من أحياء المشركين وجاء الأمر أيضا بالبراءة من أموات المنافقين بالنهي عن الدعاء لهم، جاءت هذه الآية مشيرة إلى البراءة من كل مشرك فوقع التصريح بعدها بما أشارت إليه، وذلك أنه لما ثبت بهذه الآية في تقديم الجار أن المبايعة وقعت على تخصيص الجنة بالمؤمنين وأنه تعالى أوفى من عاهد، ثبت أنه لا يجوز أن يدخل غيرهم الجنة وأن غيرهم أصحاب النار، لأنه قد علم أن الآخرة داران: جنة ونار، ولما ثبت هذا كله علم قطعا علم النتيجة من المقدمات الصحيحة أنه
nindex.php?page=treesubj&link=20027_27928_30428_30437_30558_32342_34166_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان أي في نفس الأمر
[ ص: 30 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113للنبي أي الذي لا ينطق إلا بما عنده فيه بيان من الله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113والذين آمنوا أي أقروا بأنهم صدقوا بدعوته فلا يفعلون إلا ما عندهم منه علم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أن يستغفروا أي يطلبوا المغفرة ويدعوا بها
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113للمشركين أي الراسخين في الإشراك في عبادة ربهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ولو كانوا أي المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أولي قربى أي للذين آمنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113من بعد ما تبين لهم أي بموتهم على الشرك وإنزال هذه الآية للختم بالتخصيص بالجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أنهم أصحاب الجحيم أي لا أهلية لهم للجنة. فإن
nindex.php?page=treesubj&link=20010الاستغفار معناه محو الذنوب حتى ينجو صاحبها من النار ويدخل الجنة وما ينبغي لهم أن يكون لهم إليهم التفات؛ فإن ذلك ربما جر إلى ملاينة تفتر عن القتال الواقع عليه المبايعة، فما ينبغي إلا محض المقاطعة والمخاشنة والمنازعة. وتقييد النهي بالتبيين يدل على جواز الدعاء للحي ؛ فإن القصد بالاستغفار الإقبال به إلى الإيمان الموجب للغفران.
وَلَمَّا كَثُرَتْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْأَوَامِرُ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَحْيَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَجَاءَ الْأَمْرُ أَيْضًا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَمْوَاتِ الْمُنَافِقِينَ بِالنَّهْيِ عَنِ الدُّعَاءِ لَهُمْ، جَاءَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مُشِيرَةً إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ فَوَقَعَ التَّصْرِيحُ بَعْدَهَا بِمَا أَشَارَتْ إِلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا ثَبَتَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي تَقْدِيمِ الْجَارِّ أَنَّ الْمُبَايَعَةَ وَقَعَتْ عَلَى تَخْصِيصِ الْجَنَّةِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَأَنَّهُ تَعَالَى أَوْفَى مَنْ عَاهَدَ، ثَبَتَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَ غَيْرُهُمُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ غَيْرَهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ أَنَّ الْآخِرَةَ دَارَانِ: جَنَّةٌ وَنَارٌ، وَلَمَّا ثَبَتَ هَذَا كُلُّهُ عُلِمَ قَطْعًا عِلْمُ النَّتِيجَةِ مِنَ الْمُقَدِّمَاتِ الصَّحِيحَةِ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=20027_27928_30428_30437_30558_32342_34166_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ أَيْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ
[ ص: 30 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113لِلنَّبِيِّ أَيِ الَّذِي لَا يَنْطِقُ إِلَّا بِمَا عِنْدَهُ فِيهِ بَيَانٌ مِنَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113وَالَّذِينَ آمَنُوا أَيْ أَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ صَدَّقُوا بِدَعْوَتِهِ فَلَا يَفْعَلُونَ إِلَّا مَا عِنْدَهُمْ مِنْهُ عِلْمٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أَنْ يَسْتَغْفِرُوا أَيْ يَطْلُبُوا الْمَغْفِرَةَ وَيَدْعُوا بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113لِلْمُشْرِكِينَ أَيِ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِشْرَاكِ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113وَلَوْ كَانُوا أَيِ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أُولِي قُرْبَى أَيْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَيْ بِمَوْتِهِمْ عَلَى الشِّرْكِ وَإِنْزَالِ هَذِهِ الْآيَةِ لِلْخَتْمِ بِالتَّخْصِيصِ بِالْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ أَيْ لَا أَهْلِيَّةَ لَهُمْ لِلْجَنَّةِ. فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20010الِاسْتِغْفَارَ مَعْنَاهُ مَحْوُ الذُّنُوبِ حَتَّى يَنْجُوَ صَاحِبُهَا مِنَ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِلَيْهِمُ الْتِفَاتٌ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ رُبَّمَا جَرَّ إِلَى مُلَايَنَةٍ تَفْتُرُ عَنِ الْقِتَالِ الْوَاقِعِ عَلَيْهِ الْمُبَايِعَةُ، فَمَا يَنْبَغِي إِلَّا مَحْضُ الْمُقَاطَعَةِ وَالْمُخَاشَنَةِ وَالْمُنَازَعَةِ. وَتَقْيِيدُ النَّهْيِ بِالتَّبْيِينِ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الدُّعَاءِ لِلْحَيِّ ؛ فَإِنَّ الْقَصْدَ بِالِاسْتِغْفَارِ الْإِقْبَالُ بِهِ إِلَى الْإِيمَانِ الْمُوجِبِ لِلْغُفْرَانِ.