الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 329 ] ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه [35]

                                                                                                                                                                                                                                        فيه ثلاثة أقوال فمذهب سيبويه أن ليسجننه في موضع الفاعل أي ظهر لهم أن يسجنوه ، وقال محمد بن يزيد هذا غلط لا يكون الفاعل جملة ولكن الفاعل ما دل عليه بدا أي بدا لهم بداء فحذف الفاعل لأن الفعل يدل عليه كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        وحق لمن أبو موسى أبوه يوفقه الذي نصب الجبالا



                                                                                                                                                                                                                                        والقول الثالث أن معنى بدا له في اللغة ظهر له ما لم يكن يعرفه فالمعنى ثم بدا لهم أي لم يكونوا يعرفونه وحذف هذا لأن في الكلام عليه دليلا وحذف أيضا القول أي قالوا ليسجننه وهذه النون للتوكيد وكذا الخفيفة يوقف عليها بالألف نحو وليكونا ليفرق بينهما ، وقال أبو عبيد يوقف عليها بالألف لأنها أشبهت التنوين في قولك رأيت رجلا والتقدير فحبسوه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية