الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين

                                                          (تبوءا)، من باء يبوء بمعنى رجع واطمأن، أي: اختاروا بيوتا لقومكما يبوءون إليها وتكون نائية عن بيوت الفرعونيين، لأنكم ستتخذونها لعبادة الله تعالى [ ص: 3625 ] وحده وتقيمون فيها الصلاة، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: واجعلوا بيوتكم قبلة أي: مصلى; ولذا قال سبحانه بعد ذلك: وأقيموا الصلاة أما إلى أية جهة يتجهون، فلم تعرض الآية لذلك، وقيل: كانوا يتجهون إلى الكعبة وبعضهم قال إلى بيت المقدس.

                                                          وإني أرى أن المراد بأن تكون بيوتهم قبلة هو أن يعلمها بقية بني إسرائيل فيتجهون إليها ويأرزون نحوها فيجتمعون فيها وتكون لهم حوزة يتحيزون إليها.

                                                          والجميع أمروا بإقامة الصلاة، ثم قال تعالى: وبشر المؤمنين أي: أن من يؤمن منهم له البشرى في الدنيا والآخرة وأن الله ولي المؤمنين.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية