الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 219 ] فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ

                                                                                                                                                                                                                                      فإن تولوا أي: تتولوا بحذف إحدى التاءين، أي: إن تستمروا على ما كنتم عليه من التولي والإعراض فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم أي: لم أعاتب على تفريط في الإبلاغ وكنتم محجوجين بأن بلغكم الحق فأبيتم إلا التكذيب والجحود ويستخلف ربي قوما غيركم استئناف بالوعيد لهم، بأن الله تعالى يهلكهم ويستخلف في ديارهم وأموالهم قوما آخرين، أو عطف على الجواب بالفاء، ويؤيده قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه - بالجزم عطفا على الموضع، كأنه قيل: فإن تولوا يعذرني ويهلككم ويستخلف مكانكم آخرين، وفي اقتصار إضافة الرب عليه - عليه الصلاة والسلام - رمز إلى اللطف به والتدمير للمخاطبين ولا تضرونه بتوليكم شيئا من الضرر لاستحالة ذلك عليه، ومن جزم و(يستخلف) أسقط منه النون.

                                                                                                                                                                                                                                      إن ربي على كل شيء حفيظ أي: رقيب مهيمن فلا تخفي عليه أعمالكم فيجازيكم بحسبها، أو حافظ مستول على كل شيء فكيف يضره شيء وهو الحافظ للكل؟!

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية