الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      178- كما قال: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) [271] يقول: "فالإتيان خير لكم والإخفاء". وقوله: (وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به) فهذا على: (ما) . وقوله: (أو نذرتم) تقول: "نذر ينذر على نفسه نذرا" و"نذرت مالي فأنا أنذره نذرا" أخبرنا بذلك يونس عن العرب وفي كتاب الله عز وجل: (إني نذرت لك ما في بطني محررا) . قال الشاعر [ عمرو بن معد يكرب ]:


                                                                                                                                                                                                                      (159) هم ينذرون دمي وأنـ ذر إن لقيت بأن أشدا

                                                                                                                                                                                                                      وقال غيره [ عنترة ]:


                                                                                                                                                                                                                      (160) الشاتمي عرضي ولم أشتمهما     والناذرين إذا لم ألقهما دمي

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 203 ] فجعل الخبر بالفاء إذ كان الاسم "الذي" وصلته فعل لأنه في معنى "من". و"من" يكون جوابها بالفاء في المجازاة لأن معناها "من ينفق ماله فله كذا". وقال: (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) وقال: (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) وهذا في القرآن والكلام كثير ومثله "الذي يأتينا فله درهم".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية