قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29025كذبت قوم لوط بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه في الزبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) .
[ ص: 182 ] تقدمت قصة
لوط عليه السلام وقومه . والحاصب من الحصباء ، وهو المعني بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) . ( إلا آل لوط ) ، قيل : إلا ابنتاه ، و ( بسحر ) : هو بكرة ، فلذلك صرف ، وانتصب ( نعمة ) على أنه مفعول من أجله ، أي نجيناهم لإنعامنا عليهم أو على المصدر ، لأن المعنى : أنعمنا بالتنجية إنعاما . ( كذلك نجزي ) : أي مثل ذلك الإنعام والتنجية نجزي (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35من شكر ) إنعامنا وأطاع وآمن . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا ) : أي أخذتنا لهم بالعذاب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36فتماروا ) : أي تشككوا وتعاطوا ذلك ، ( بالنذر ) : أي بالإنذار ، أو يكون جمع نذير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فطمسنا ) ، قال
قتادة : الطمس حقيقة جر
جبريل عليه السلام على أعينهم جناحه ، فاستوت مع وجوههم . وقال
أبو عبيدة : مطموسة بجلد كالوجه . قيل : لما صفقهم
جبريل عليه السلام بجناحه ، تركهم يترددون لا يهتدون إلى الباب ، حتى أخرجهم
لوط عليه السلام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك : هذه استعارة ، وإنما حجب إدراكهم ، فدخلوا المنزل ولم يروا شيئا ، فجعل ذلك كالطمس . وقرأ الجمهور : فطمسنا بتخفيف الميم ;
وابن مقسم : بتشديدها . ( فذوقوا ) : أي فقلت لهم على ألسنة الملائكة : ذوقوا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة ) : أي أول النهار وباكره ، لقوله : ( مشرقين ) و ( مصبحين ) . وقرأ الجمهور : بكرة بالتنوين ، أراد بكرة من البكر ، فصرف . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : بغير تنوين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38عذاب مستقر ) : أي لم يكشفه عنهم كاشف ، بل اتصل بموتهم ، ثم بما بعد ذلك من عذاب القبر ، ثم عذاب جهنم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فذوقوا عذابي ونذر ) : توكيد وتوبيخ ، ذلك عند الطمس ، وهذا عند تصبيح العذاب . قيل : وفائدة تكرار هذا وتكرار ( ولقد يسرنا ) ، التجرد عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ، للاتعاظ واستئناف التيقظ إذا سمعوا الحث على ذلك لئلا تستولي عليهم الغفلة ، وهكذا حكم التكرير لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان ) عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15ويل يومئذ للمكذبين ) عند كل آية أوردها في سورة والمرسلات ، وكذلك تكرير القصص في أنفسها ، لتكون العبرة حاضرة للقلوب ، مذكورة في كل أوان .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر ) : هم
موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء ، لأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون ، أو يكون جمع نذير المصدر بمعنى الإنذار . ( كذبوا بآياتنا ) هي التسع ، والتوكيد هنا كهو في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها ) . والظاهر أن الضمير في : ( كذبوا ) ، وفي : ( فأخذناهم ) عائد على آل فرعون . وقيل : هو عائد على جميع من تقدم من الأمم ذكره ، وتم الكلام عند قوله : ( النذر ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42فأخذناهم أخذ عزيز ) : لا يغالب ، ( مقتدر ) : لا يعجزه شيء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم ) : خطاب
لأهل مكة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43خير من أولئكم ) : الإشارة إلى قوم
نوح وهود وصالح ولوط ، وإلى
فرعون ، والمعنى : أهم خير في القوة وآلات الحروب والمكانة في الدنيا ، أو أقل كفؤا وعنادا ؟ فلأجل كونهم خيرا لا يعاقبون على الكفر بالله ، وقفهم على توبيخهم ، أي ليس كفاركم خيرا من أولئكم ، بل هم مثلهم أو شر منهم ، وقد علمتم ما لحق أولئك من الهلاك المستأصل لما كذبوا الرسل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أم لكم براءة في الزبر ) : أي ألكم في الكتب الإلهية براءة من عذاب الله تعالى ؟ قاله
الضحاك وعكرمة وابن زيد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع ) أي واثقون بجماعتنا ، منتصرون بقوتنا ، تقولون ذلك على سبيل الإعجاب بأنفسكم . وقرأ الجمهور : أم يقولون ، بياء الغيبة التفاتا ، وكذا ما بعده للغائب . وقرأ
أبو حيوة وموسى الأسواري [ ص: 183 ] وأبو البرهسم : بتاء الخطاب للكفار ، اتباعا لما تقدم من خطابهم . وقرءوا : ستهزم الجمع ، بفتح التاء وكسر الزاي وفتح العين ، خطابا للرسول ، صلى الله عليه وسلم ;
وأبو حيوة أيضا
ويعقوب : بالنون مفتوحة وكسر الزاي وفتح العين ; والجمهور : بالياء مبنيا للمفعول وضم العين . وعن
أبي حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة أيضا : بفتح الياء مبنيا للفاعل ونصب العين : أي سيهزم الله الجمع . والجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45ويولون ) بياء الغيبة ;
وأبو حيوة وداود بن أبي سالم ، عن
أبي عمرو : بتاء الخطاب . والدبر هنا : اسم جنس ، وجاء في موضع آخر (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ليولن الأدبار ) ، وهو الأصل ، وحسن اسم الجنس هنا كونه فاصلة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45ويولون الدبر ) : أي الأدبار ، كما قال : كلوا في بعض بطنكم تعفوا . وقرئ : الأدبار . انتهى ، وليس مثل بطنكم ، لأن مجيء الدبر مفردا ليس بحسن ، ولا يحسن لإفراد بطنكم . وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ) عدة من الله تعالى لرسوله ، صلى الله عليه وسلم ، بهزيمة جمع
قريش ; والجمهور : على أنها مكية ، وتلاها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مستشهدا بها . وقيل : نزلت يوم
بدر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم ) : انتقل من تلك الأقوال إلى أمر الساعة التي عذابها أشد عليهم من كل هزيمة وقتال . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46والساعة أدهى ) : أي أفظع وأشد ، والداهية الأمر : المنكر الذي لا يهتدى لدفعه ، وهي الرزية العظمى تحل بالشخص . ( وأمر ) من المرارة : استعارة لصعوبة الشيء على النفس . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال ) : أي في حيرة وتخبط في الدنيا . ( وسعر ) : أي احتراق في الآخرة ، جعلوا فيه من حيث مصيرهم إليه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وخسران وجنون ، والسعر : الجنون ، وتقدم مثله في قصة
صالح عليه السلام . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون ) : يجرون ( في النار ) ، وفي قراءة
عبد الله : إلى النار . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48على وجوههم ذوقوا ) : أي مقولا لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48ذوقوا مس سقر ) . وقرأ
محبوب عن
أبي عمرو : مسقر ، بإدغام السين في السين . قال
ابن مجاهد : إدغامه خطأ لأنه مشدد . انتهى . والظن
بأبي عمرو أنه لم يدغم حتى حذف إحدى السينين لاجتماع الأمثال ، ثم أدغم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، قراءة الجمهور : كل شيء بالنصب . وقرأ
أبو السمال ، قال
ابن عطية وقوم من أهل السنة : بالرفع . قال
أبو الفتح : هو الوجه في العربية ، وقراءتنا بالنصب مع الجماعة . وقال قوم : إذا كان الفعل يتوهم فيه الوصف ، وأن ما بعده يصلح للخبر ، وكان المعنى على أن يكون الفعل هو الخبر ، اختير النصب في الاسم الأول حتى يتضح أن الفعل ليس بوصف ، ومنه هذا الموضع ، لأن في قراءة الرفع يتخيل أن الفعل وصف ، وأن الخبر يقدر . فقد تنازع أهل السنة
والقدرية الاستدلال بهذه الآية . فأهل السنة يقولون : كل شيء فهو مخلوق لله تعالى بقدرة دليله قراءة النصب ، لأنه لا يفسر في مثل هذا التركيب إلا ما يصح أن يكون خبرا لو وقع الأول على الابتداء . وقالت
القدرية : القراءة برفع كل ، وخلقناه في موضع الصفة لكل ، أي إن أمرنا أو شأننا كل شيء خلقناه فهو بقدر أو بمقدار ، على حد ما في هيئته وزمنه وغير ذلك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " كل شيء " منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر . وقرئ : كل شيء بالرفع ، والقدر هو التقدير . وقرئ بهما ، أي خلقنا كل شيء مقدرا محكما مرتبا على حسب ما اقتضته الحكمة ، أو مقدرا مكتوبا في اللوح ، معلوما قبل كونه ، قد علمنا حاله وزمانه . انتهى . قيل : والقدر فيه وجوه : أحدها : أن يكون بمعنى المقدار في ذاته وصفاته . والثاني : التقدير ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فقدرنا فنعم القادرون ) . وقال الشاعر :
وما قدر الرحمن ما هو قادر
أي ما هو مقدور . والثالث : القدر الذي يقال مع القضاء ، يقال : كان ذلك بقضاء الله وقدره ، والمعنى : أن القضاء ما في العلم ، والقدر ما في الإرادة ، فالمعنى في الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49خلقناه بقدر ) : أي بقدرة مع إرادة . انتهى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة ) : أي إلا كلمة واحدة وهي : كن كلمح بالبصر ، تشبيه بأعجل ما يحس ، وفي أشياء ، أمر الله تعالى أوحى من ذلك ، والمعنى : أنه إذا أراد
[ ص: 184 ] تكوين شيء لم يتأخر عن إرادته . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51ولقد أهلكنا أشياعكم ) : أي الفرق المتشايعة في مذهب ودين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه ) : أي فعلته الأمم المكذبة ، محفوظ عليهم إلى يوم القيامة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك وقتادة وابن زيد . ومعنى ( في الزبر ) : في دواوين الحفظة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير ) من الأعمال ، ومن كل ما هو كائن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53مستطر ) : أي مسطور في اللوح . يقال : سطرت واستطرت بمعنى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وعمران بن حدير وعصمة عن
أبي بكر : بشد راء " مستطر " . قال صاحب اللوامح : يجوز أن يكون من طر النبات والشارب إذا ظهر وثبت بمعنى : كل شيء ظاهر في اللوح مثبت فيه . ويجوز أن يكون من الاستطار ، لكن شدد الراء للوقف على لغة من يقول : جعفر ونفعل بالتشديد وقفا . انتهى ، ووزنه على التوجيه الأول استفعل ، وعلى الثاني افتعل . وقرأ الجمهور : ونهر على الإفراد ، والهاء مفتوحة ;
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ومجاهد وحميد وأبو السمال والفياض بن غزوان : بسكونها ، والمراد به الجنس ، إن أريد به الأنهار ، أو يكون معنى ونهر وسعة في الأرزاق والمنازل ، ومنه قول
قيس بن الخطيم :
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
أي : أوسعت فتقها . وقرأ
زهير العرقبي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبو نهيك وأبو مجلز واليماني : بضم النون والهاء ، جمع نهر ، كرهن ورهن ، أو نهر كأسد وأسد ، وهو مناسب لجمع جنات . وقيل : نهر جمع نهار ، ولا ليل في الجنة ، وهو بعيد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق ) : يجوز أن يكون ضد الكذب ، أي في المقعد الذي صدقوا في الخبر به ، وأن يكون من قولك : رجل صدق : أي خير وجود وصلاح . وقرأ الجمهور : في مقعد ، على الإفراد ، يراد به اسم الجنس ;
nindex.php?page=showalam&ids=16542وعثمان البتي : ( في مقاعد ) على الجمع ; و " عند " تدل على قرب المكانة من الله تعالى ، والله تعالى أعلم .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29025كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) .
[ ص: 182 ] تَقَدَّمَتْ قِصَّةُ
لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْمِهِ . وَالْحَاصِبُ مِنَ الْحَصْبَاءِ ، وَهُوَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ) . ( إِلَّا آلَ لُوطٍ ) ، قِيلَ : إِلَّا ابْنَتَاهُ ، وَ ( بِسَحَرٍ ) : هُوَ بُكْرَةٌ ، فَلِذَلِكَ صُرِفَ ، وَانْتَصَبَ ( نِعْمَةً ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ ، أَيْ نَجَّيْنَاهُمْ لِإِنْعَامِنَا عَلَيْهِمْ أَوْ عَلَى الْمَصْدَرِ ، لِأَنَّ الْمَعْنَى : أَنْعَمْنَا بِالتَّنْجِيَةِ إِنْعَامًا . ( كَذَلِكَ نَجْزِي ) : أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ الْإِنْعَامِ وَالتَّنْجِيَةِ نَجْزِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35مَنْ شَكَرَ ) إِنْعَامَنَا وَأَطَاعَ وَآمَنَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا ) : أَيْ أَخْذَتَنَا لَهُمْ بِالْعَذَابِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36فَتَمَارَوْا ) : أَيْ تَشَكَّكُوا وَتَعَاطَوْا ذَلِكَ ، ( بِالنُّذُرِ ) : أَيْ بِالْإِنْذَارِ ، أَوْ يَكُونُ جَمْعَ نَذِيرٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فَطَمَسْنَا ) ، قَالَ
قَتَادَةُ : الطَّمْسُ حَقِيقَةً جَرُّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أَعْيُنِهِمْ جَنَاحَهُ ، فَاسْتَوَتْ مَعَ وُجُوهِهِمْ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مَطْمُوسَةٌ بِجِلْدٍ كَالْوَجْهِ . قِيلَ : لَمَّا صَفَقَهُمْ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِجَنَاحِهِ ، تَرَكَهُمْ يَتَرَدَّدُونَ لَا يَهْتَدُونَ إِلَى الْبَابِ ، حَتَّى أَخْرَجَهُمْ
لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ : هَذِهِ اسْتِعَارَةٌ ، وَإِنَّمَا حَجَبَ إِدْرَاكَهُمْ ، فَدَخَلُوا الْمَنْزِلَ وَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ، فَجُعِلَ ذَلِكَ كَالطَّمْسِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : فَطَمَسْنَا بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ ;
وَابْنُ مِقْسَمٍ : بِتَشْدِيدِهَا . ( فَذُوقُوا ) : أَيْ فَقُلْتُ لَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ الْمَلَائِكَةِ : ذُوقُوا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً ) : أَيْ أَوَّلَ النَّهَارِ وَبَاكِرَهُ ، لِقَوْلِهِ : ( مُشْرِقِينَ ) وَ ( مُصْبِحِينَ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بُكْرَةً بِالتَّنْوِينِ ، أَرَادَ بُكْرَةً مِنَ الْبِكْرِ ، فَصُرِفَ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِغَيْرِ تَنْوِينٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ) : أَيْ لَمْ يَكْشِفْهُ عَنْهُمْ كَاشِفٌ ، بَلِ اتَّصَلَ بِمَوْتِهِمْ ، ثُمَّ بِمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، ثُمَّ عَذَابِ جَهَنَّمَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ) : تَوْكِيدٌ وَتَوْبِيخٌ ، ذَلِكَ عِنْدَ الطَّمْسِ ، وَهَذَا عِنْدَ تَصْبِيحِ الْعَذَابِ . قِيلَ : وَفَائِدَةُ تَكْرَارِ هَذَا وَتَكْرَارِ ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ) ، التَّجَرُّدُ عِنْدَ اسْتِمَاعِ كُلِّ نَبَأٍ مِنْ أَنْبَاءِ الْأَوَّلِينَ ، لِلِاتِّعَاظِ وَاسْتِئْنَافِ التَّيَقُّظِ إِذَا سَمِعُوا الْحَثَّ عَلَى ذَلِكَ لِئَلَّا تَسْتَوْلِيَ عَلَيْهِمُ الْغَفْلَةُ ، وَهَكَذَا حُكْمُ التَّكْرِيرِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ عَدَّهَا فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=15وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ أَوْرَدَهَا فِي سُورَةِ وَالْمُرْسَلَاتِ ، وَكَذَلِكَ تَكْرِيرُ الْقَصَصِ فِي أَنْفُسِهَا ، لِتَكُونَ الْعِبْرَةُ حَاضِرَةً لِلْقُلُوبِ ، مَذْكُورَةً فِي كُلِّ أَوَانٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ) : هُمْ
مُوسَى وَهَارُونُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، لِأَنَّهُمَا عَرَضَا عَلَيْهِمْ مَا أَنْذَرَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ ، أَوْ يَكُونُ جَمْعُ نَذِيرٍ الْمَصْدَرَ بِمَعْنَى الْإِنْذَارِ . ( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) هِيَ التِّسْعُ ، وَالتَّوْكِيدُ هُنَا كَهُوَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا ) . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي : ( كَذَّبُوا ) ، وَفِي : ( فَأَخَذْنَاهُمْ ) عَائِدٌ عَلَى آلِ فِرْعَوْنَ . وَقِيلَ : هُوَ عَائِدٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْأُمَمِ ذِكْرُهُ ، وَتَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ : ( النُّذُرُ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ ) : لَا يُغَالَبُ ، ( مُقْتَدِرٍ ) : لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ ) : خِطَابٌ
لِأَهْلِ مَكَّةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) : الْإِشَارَةُ إِلَى قَوْمِ
نُوحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ وَلُوطٍ ، وَإِلَى
فِرْعَوْنَ ، وَالْمَعْنَى : أَهُمْ خَيْرٌ فِي الْقُوَّةِ وَآلَاتِ الْحُرُوبِ وَالْمَكَانَةِ فِي الدُّنْيَا ، أَوْ أَقَلُّ كُفُؤًا وَعِنَادًا ؟ فَلِأَجْلِ كَوْنِهِمْ خَيْرًا لَا يُعَاقَبُونَ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَقَّفَهُمْ عَلَى تَوْبِيخِهِمْ ، أَيْ لَيْسَ كُفَّارُكُمْ خَيْرًا مِنْ أُولَئِكُمْ ، بَلْ هُمْ مِثْلُهُمْ أَوْ شَرٌّ مِنْهُمْ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا لَحِقَ أُولَئِكَ مِنَ الْهَلَاكِ الْمُسْتَأْصِلِ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ) : أَيْ أَلَكُمْ فِي الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ بَرَاءَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى ؟ قَالَهُ
الضَّحَّاكُ وَعِكْرِمَةُ وَابْنُ زَيْدٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ ) أَيْ وَاثِقُونَ بِجَمَاعَتِنَا ، مُنْتَصِرُونَ بِقُوَّتِنَا ، تَقُولُونَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْإِعْجَابِ بِأَنْفُسِكُمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : أَمْ يَقُولُونَ ، بِيَاءِ الْغَيْبَةِ الْتِفَاتًا ، وَكَذَا مَا بَعْدَهُ لِلْغَائِبِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَمُوسَى الْأَسْوَارِيُّ [ ص: 183 ] وَأَبُو الْبَرَهْسَمِ : بِتَاءِ الْخِطَابِ لِلْكُفَّارِ ، اتِّبَاعًا لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ خِطَابِهِمْ . وَقَرَءُوا : سَتَهْزِمُ الْجَمْعَ ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ ، خِطَابًا لِلرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ أَيْضًا
وَيَعْقُوبُ : بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً وَكَسْرِ الزَّايِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ ; وَالْجُمْهُورُ : بِالْيَاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَضَمِّ الْعَيْنِ . وَعَنْ
أَبِي حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنِ أَبِي عَبْلَةَ أَيْضًا : بِفَتْحِ الْيَاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَنَصْبِ الْعَيْنِ : أَيْ سَيَهْزِمُ اللَّهُ الْجَمْعَ . وَالْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45وَيُوَلُّونَ ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَالدُّبُرُ هُنَا : اسْمُ جِنْسٍ ، وَجَاءَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ) ، وَهُوَ الْأَصْلُ ، وَحَسَّنَ اسْمَ الْجِنْسِ هُنَا كَوْنُهُ فَاصِلَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) : أَيِ الْأَدْبَارَ ، كَمَا قَالَ : كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمْ تَعُفُّوا . وَقُرِئَ : الْأَدْبَارَ . انْتَهَى ، وَلَيْسَ مِثْلَ بَطْنِكُمْ ، لِأَنَّ مَجِيءَ الدُّبُرِ مُفْرَدًا لَيْسَ بِحَسَنٍ ، وَلَا يَحْسُنُ لِإِفْرَادِ بَطْنِكُمْ . وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ) عِدَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِهَزِيمَةِ جَمْعِ
قُرَيْشٍ ; وَالْجُمْهُورُ : عَلَى أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ ، وَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُسْتَشْهِدًا بِهَا . وَقِيلَ : نَزَلَتْ يَوْمَ
بَدْرٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ) : انْتَقَلَ مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ إِلَى أَمْرِ السَّاعَةِ الَّتِي عَذَابُهَا أَشُدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ هَزِيمَةٍ وَقِتَالٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46وَالسَّاعَةُ أَدْهَى ) : أَيْ أَفْظَعُ وَأَشَدُّ ، وَالدَّاهِيَةُ الْأَمَرُّ : الْمُنْكَرُ الَّذِي لَا يُهْتَدَى لِدَفْعِهِ ، وَهِيَ الرَّزِيَّةُ الْعُظْمَى تَحُلُّ بِالشَّخْصِ . ( وَأَمَرُّ ) مِنَ الْمَرَارَةِ : اسْتِعَارَةٌ لِصُعُوبَةِ الشَّيْءِ عَلَى النَّفْسِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ ) : أَيْ فِي حَيْرَةٍ وَتَخَبُّطٍ فِي الدُّنْيَا . ( وَسُعُرٍ ) : أَيِ احْتِرَاقٍ فِي الْآخِرَةِ ، جُعِلُوا فِيهِ مِنْ حَيْثُ مَصِيرُهُمْ إِلَيْهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَخُسْرَانٍ وَجُنُونٍ ، وَالسُّعُرُ : الْجُنُونُ ، وَتَقَدَّمَ مِثْلُهُ فِي قِصَّةِ
صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ ) : يُجَرُّونَ ( فِي النَّارِ ) ، وَفِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ : إِلَى النَّارِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا ) : أَيْ مَقُولًا لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) . وَقَرَأَ
مَحْبُوبٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : مَسَّقَرٍ ، بِإِدْغَامِ السِّينِ فِي السِّينِ . قَالَ
ابْنُ مُجَاهِدٍ : إِدْغَامُهُ خَطَأٌ لِأَنَّهُ مُشَدَّدٌ . انْتَهَى . وَالظَّنُّ
بِأَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ لَمْ يُدْغِمْ حَتَّى حَذَفَ إِحْدَى السِّينَيْنِ لِاجْتِمَاعِ الْأَمْثَالِ ، ثُمَّ أَدْغَمَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) ، قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ : كُلَّ شَيْءٍ بِالنَّصْبِ . وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَّالِ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ وَقَوْمٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ : بِالرَّفْعِ . قَالَ
أَبُو الْفَتْحِ : هُوَ الْوَجْهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ ، وَقِرَاءَتُنَا بِالنَّصْبِ مَعَ الْجَمَاعَةِ . وَقَالَ قَوْمٌ : إِذَا كَانَ الْفِعْلُ يُتَوَهَّمُ فِيهِ الْوَصْفُ ، وَأَنَّ مَا بَعْدَهُ يَصْلُحُ لِلْخَبَرِ ، وَكَانَ الْمَعْنَى عَلَى أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ هُوَ الْخَبَرَ ، اخْتِيرَ النَّصْبُ فِي الِاسْمِ الْأَوَّلِ حَتَّى يَتَّضِحَ أَنَّ الْفِعْلَ لَيْسَ بِوَصْفٍ ، وَمِنْهُ هَذَا الْمَوْضِعُ ، لِأَنَّ فِي قِرَاءَةِ الرَّفْعِ يُتَخَيَّلُ أَنَّ الْفِعْلَ وَصْفٌ ، وَأَنَّ الْخَبَرَ يُقَدَّرُ . فَقَدْ تَنَازَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ
وَالْقَدَرِيَّةُ الِاسْتِدْلَالَ بِهَذِهِ الْآيَةِ . فَأَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ : كُلُّ شَيْءٍ فَهُوَ مَخْلُوقٌ لِلَّهِ تَعَالَى بِقُدْرَةٍ دَلِيلُهُ قِرَاءَةُ النَّصْبِ ، لِأَنَّهُ لَا يُفَسِّرُ فِي مِثْلِ هَذَا التَّرْكِيبِ إِلَّا مَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا لَوْ وَقَعَ الْأَوَّلُ عَلَى الِابْتِدَاءِ . وَقَالَتِ
الْقَدَرِيَّةُ : الْقِرَاءَةُ بِرَفْعِ كُلِّ ، وَخَلَقْنَاهُ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِكُلِّ ، أَيْ إِنْ أَمْرُنَا أَوْ شَأْنُنَا كُلُّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ فَهُوَ بِقَدَرٍ أَوْ بِمِقْدَارٍ ، عَلَى حَدِّ مَا فِي هَيْئَتِهِ وَزَمَنِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : " كُلَّ شَيْءٍ " مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرُهُ الظَّاهِرُ . وَقُرِئَ : كُلُّ شَيْءٍ بِالرَّفْعِ ، وَالْقَدَرُ هُوَ التَّقْدِيرُ . وَقُرِئَ بِهِمَا ، أَيْ خَلَقْنَا كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّرًا مُحْكَمًا مُرَتَّبًا عَلَى حَسَبِ مَا اقْتَضَتْهُ الْحِكْمَةُ ، أَوْ مُقَدَّرًا مَكْتُوبًا فِي اللَّوْحِ ، مَعْلُومًا قَبْلَ كَوْنِهِ ، قَدْ عَلِمْنَا حَالَهُ وَزَمَانَهُ . انْتَهَى . قِيلَ : وَالْقَدَرُ فِيهِ وُجُوهٌ : أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْمِقْدَارِ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ . وَالثَّانِي : التَّقْدِيرُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=23فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
وَمَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَا هُوَ قَادِرُ
أَيْ مَا هُوَ مَقْدُورٌ . وَالثَّالِثُ : الْقَدَرُ الَّذِي يُقَالُ مَعَ الْقَضَاءِ ، يُقَالُ : كَانَ ذَلِكَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْقَضَاءَ مَا فِي الْعِلْمِ ، وَالْقَدَرَ مَا فِي الْإِرَادَةِ ، فَالْمَعْنَى فِي الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) : أَيْ بِقُدْرَةٍ مَعَ إِرَادَةٍ . انْتَهَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ ) : أَيْ إِلَّا كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ : كُنْ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ، تَشْبِيهٌ بِأَعْجَلِ مَا يُحَسُّ ، وَفِي أَشْيَاءَ ، أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى أَوْحَى مِنْ ذَلِكَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ
[ ص: 184 ] تَكْوِينَ شَيْءٍ لَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْ إِرَادَتِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ ) : أَيِ الْفِرَقَ الْمُتَشَايِعَةَ فِي مَذْهَبٍ وَدِينٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ ) : أَيْ فَعَلَتْهُ الْأُمَمُ الْمُكَذِّبَةُ ، مَحْفُوظٌ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ . وَمَعْنَى ( فِي الزُّبُرِ ) : فِي دَوَاوِينِ الْحَفَظَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ ) مِنَ الْأَعْمَالِ ، وَمِنْ كُلِّ مَا هُوَ كَائِنٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53مُسْتَطَرٌ ) : أَيْ مَسْطُورٌ فِي اللَّوْحِ . يُقَالُ : سَطَّرْتُ وَاسْتَطَرْتُ بِمَعْنًى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ وَعِصْمَةُ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ : بِشَدِّ رَاءِ " مُسْتَطَرٌّ " . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ طُرَّ النَّبَاتُ وَالشَّارِبُ إِذَا ظَهَرَ وَثَبَتَ بِمَعْنَى : كُلُّ شَيْءٍ ظَاهِرٌ فِي اللَّوْحِ مُثْبَتٌ فِيهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الِاسْتِطَارِ ، لَكِنْ شَدَّدَ الرَّاءَ لِلْوَقْفِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ : جَعْفَرٌّ وَنَفْعَلُّ بِالتَّشْدِيدِ وَقْفًا . انْتَهَى ، وَوَزْنُهُ عَلَى التَّوْجِيهِ الْأَوَّلِ اسْتَفْعَلَ ، وَعَلَى الثَّانِي افْتَعَلَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : وَنَهَرٍ عَلَى الْإِفْرَادِ ، وَالْهَاءُ مَفْتُوحَةٌ ;
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَمُجَاهِدٌ وَحُمَيْدٌ وَأَبُو السَّمَّالِ وَالْفَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ : بِسُكُونِهَا ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ ، إِنْ أُرِيدَ بِهِ الْأَنْهَارُ ، أَوْ يَكُونُ مَعْنَى وَنَهَرٍ وَسَعَةً فِي الْأَرْزَاقِ وَالْمَنَازِلِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ :
مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا
أَيْ : أَوْسَعْتُ فَتْقَهَا . وَقَرَأَ
زُهَيْرٌ الْعُرْقُبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو نَهِيكٍ وَأَبُو مِجْلَزٍ وَالْيَمَانِيُّ : بِضَمِّ النُّونِ وَالْهَاءِ ، جَمْعَ نُهُرٍ ، كَرَهْنٍ وَرُهُنٍ ، أَوْ نُهْرٍ كَأَسَدٍ وَأُسْدٍ ، وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِجَمْعِ جَنَّاتٍ . وَقِيلَ : نُهُرٌ جَمْعُ نَهَارٍ ، وَلَا لَيْلَ فِي الْجَنَّةِ ، وَهُوَ بَعِيدٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ضِدَّ الْكَذِبِ ، أَيْ فِي الْمَقْعَدِ الَّذِي صَدَقُوا فِي الْخَبَرِ بِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِكَ : رَجُلُ صِدْقٍ : أَيْ خَيْرٍ وَجُودٍ وَصَلَاحٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : فِي مَقْعَدِ ، عَلَى الْإِفْرَادِ ، يُرَادُ بِهِ اسْمُ الْجِنْسِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=16542وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ : ( فِي مَقَاعِدِ ) عَلَى الْجَمْعِ ; وَ " عِنْدَ " تَدُلُّ عَلَى قُرْبِ الْمَكَانَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .