الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون

                                                                                                                                                                                                                                      فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية أي: المشربة قيل: كانت مشربة جعلت صاعا يكال به، وقيل: كانت تسقى بها الدواب ويكال بها الحبوب، وكانت من فضة، وقيل: من ذهب، وقيل: من فضة مموهة بالذهب، وقيل: كانت إناء مستطيلة تشبه المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه يستعمله الأعاجم، وقيل: كانت مرصعة بالجواهر.

                                                                                                                                                                                                                                      في رحل أخيه بنيامين، وقرئ (وجعل) على حذف جواب لما تقديره: أمهلهم حتى انطلقوا ثم أذن مؤذن نادى مناد أيتها العير وهي الإبل التي عليها الأحمال؛ لأنها تعير، أي: تذهب وتجيء، وقيل: هي قافلة الحمير، ثم كثر حتى قيل لكل قافلة عير، كأنها جمع عير، وأصلها فعل مثل سقف وسقف ففعل به ما فعل ببيض وغيد، والمراد: أصحابها كما في قوله عليه السلام: «يا خيل الله اركبي».

                                                                                                                                                                                                                                      روي أنهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا منزلا، وقيل: خرجوا من العمارة ثم أمر بهم فأدركوا ونودوا إنكم لسارقون هذا الخطاب إن كان بأمر يوسف فلعله أريد بالسرقة أخذهم له من أبيه ودخول بنيامين فيه بطريق التغليب، وإلا فهو من قبل المؤذن بناء على زعمه، والأول هو الأظهر الأوفق للسياق، وقرأاليماني: (سارقون) بلا لام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية