أهل الجنة
قال الله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء [ ص: 4019 ] بعد أن صور الله تعالى حال العصاة، وشيخهم إبليس ليعلم المؤمنون مآل العصيان فيجتنبوا أسبابه في الدنيا، بين سبحانه ما ينتظر المؤمنين تشجيعا لهم ليستمروا في طريقهم وهو طريق الحق، فقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا البناء للمجهول، ومن الذي أدخلهم، أي ما الفاعل الذي لم يذكر وبني للمجهول، قالوا: إن الفاعل هم الملائكة، وإن ذلك سائغ مستقيم، ويصح أن تقول: إن الله سبحانه هو الذي أدخلهم، ولكن لم يذكر لفظ الجلالة للإشارة إلى أن ذلك جزاء عملهم، فالبناء للمجهول يؤدي إلى هذا المعنى وهو ترتيب الإدخال في الجنة على أعمالهم، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بإذن ربهم أي برضاه وأمره، وما رتبه من أن لكل نفس ما كسبت، وقد ذكر سبب دخول الجنة في صلة الموصول:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23الذين آمنوا وعملوا الصالحات nindex.php?page=treesubj&link=29680_30394فسبب دخول الجنة أمران: الإيمان وهو بالحق وتصديقه والإذعان به، والعمل الصالح، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وعملوا الصالحات أي الأفعال الصالحة من أداء الفرائض، والصالح وصف عام لكل عمل هو نافع لذاته، وقصد به وجه المنفعة للناس، فالصالحات تشمل كل الفرائض الشرعية والعمل الطيب والقول الطيب.
ولا نتعرض لكون العمل جزءا من الإيمان أولا، إنما نقول: إن ما تنطق به الآية ومثيلاتها أن العمل جزء من استحقاق الثواب الذي أعد للمؤمنين.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الجنة بأنها النعيم المقيم، فالأنهار تجري من تحتها، أي أن الأنهار تجري من تحت الأشجار، فتجري فيها متخللة أشجارها فيكون المنظر بهيجا، وتكون متعة النفس بالظلال، ومنظر الماء يجري، والخضرة التي تسر النفس، وتمتع القلب.
ويكون مع ذلك الأنس الروحي بالائتلاف والأمن والسلام؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تحيتهم فيها سلام يتبادلون التحية، وليس تلاوما أو تأثيما، كما يجري بين أهل النار بين التابع والمتبوع والشيطان من ورائهم.
أَهْلُ الْجَنَّةِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [ ص: 4019 ] بَعْدَ أَنْ صَوَّرَ اللَّهُ تَعَالَى حَالَ الْعُصَاةِ، وَشَيْخِهِمْ إِبْلِيسَ لِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنُونَ مَآلَ الْعِصْيَانِ فَيَجْتَنِبُوا أَسْبَابَهُ فِي الدُّنْيَا، بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَا يَنْتَظِرُ الْمُؤْمِنِينَ تَشْجِيعًا لَهُمْ لِيَسْتَمِرُّوا فِي طَرِيقِهِمْ وَهُوَ طَرِيقُ الْحَقِّ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا الْبِنَاءُ لِلْمَجْهُولِ، وَمِنَ الَّذِي أَدْخَلَهُمْ، أَيْ مَا الْفَاعِلُ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ وَبُنِيَ لِلْمَجْهُولِ، قَالُوا: إِنَّ الْفَاعِلَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ ذَلِكَ سَائِغٌ مُسْتَقِيمٌ، وَيَصِحُّ أَنْ تَقُولَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي أَدْخَلَهُمْ، وَلَكِنْ لَمْ يُذْكَرْ لَفْظُ الْجَلَالَةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ جَزَاءُ عَمَلِهِمْ، فَالْبِنَاءُ لِلْمَجْهُولِ يُؤَدِّي إِلَى هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ تَرْتِيبُ الْإِدْخَالِ فِي الْجَنَّةِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أَيْ بِرِضَاهُ وَأَمْرِهِ، وَمَا رَتَّبَهُ مِنْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، وَقَدْ ذُكِرَ سَبَبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ فِي صِلَةِ الْمَوْصُولِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30394فَسَبَبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ أَمْرَانِ: الْإِيمَانُ وَهُوَ بِالْحَقِّ وَتَصْدِيقِهِ وَالْإِذْعَانِ بِهِ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَيِ الْأَفْعَالَ الصَّالِحَةَ مِنْ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، وَالصَّالِحُ وَصْفٌ عَامٌّ لِكُلِّ عَمَلٍ هُوَ نَافِعٌ لِذَاتِهِ، وَقُصِدَ بِهِ وَجْهُ الْمَنْفَعَةِ لِلنَّاسِ، فَالصَّالِحَاتُ تَشْمَلُ كُلَّ الْفَرَائِضِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَمَلَ الطَّيِّبَ وَالْقَوْلَ الطَّيِّبَ.
وَلَا نَتَعَرَّضُ لِكَوْنِ الْعَمَلِ جُزْءًا مِنَ الْإِيمَانِ أَوَّلًا، إِنَّمَا نَقُولُ: إِنَّ مَا تَنْطِقُ بِهِ الْآيَةُ وَمَثِيلَاتُهَا أَنَّ الْعَمَلَ جُزْءٌ مِنَ اسْتِحْقَاقِ الثَّوَابِ الَّذِي أُعِدَّ لِلْمُؤْمِنِينَ.
وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْجَنَّةَ بِأَنَّهَا النَّعِيمُ الْمُقِيمُ، فَالْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا، أَيْ أَنَّ الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِ الْأَشْجَارِ، فَتَجْرِي فِيهَا مُتَخَلِّلَةً أَشْجَارَهَا فَيَكُونُ الْمَنْظَرُ بَهِيجًا، وَتَكُونُ مُتْعَةُ النَّفْسِ بِالظِّلَالِ، وَمَنْظَرُ الْمَاءِ يَجْرِي، وَالْخُضْرَةُ الَّتِي تَسُرُّ النَّفْسَ، وَتُمْتِعُ الْقَلْبَ.
وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ الْأُنْسُ الرُّوحِيُّ بِالِائْتِلَافِ وَالْأَمْنِ وَالسَّلَامِ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ يَتَبَادَلُونَ التَّحِيَّةَ، وَلَيْسَ تَلَاوَمًا أَوْ تَأْثِيمًا، كَمَا يَجْرِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ بَيْنَ التَّابِعِ وَالْمَتْبُوعِ وَالشَّيْطَانُ مِنْ وَرَائِهِمْ.