الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم

                                                                                                                                                                                                                                      قال أي: يعقوب - عليه السلام - وهو استئناف مبني على سؤال نشأ مما سبق، فكأنه قيل: فماذا كان عند قول المتوقف لإخوته ما قال؟ فقيل: قال يعقوب عندما رجعوا إليه فقالوا له ما قالوا، وإنما حذف للإيذان بأن مسارعتهم إلى قبوله ورجوعهم به إلى أبيهم أمر مسلم غني عن البيان، وإنما المحتاج إليه جواب أبيهم.

                                                                                                                                                                                                                                      بل سولت أي: زينت وسهلت، وهو إضراب لا عن صريح كلامهم - فإنهم صادقون في ذلك - بل عما يقتضيه من ادعاء البراءة عن التسبب فيما نزل به، وأنه لم يصدر عنهم ما يؤدي إلى ذلك من قول أو فعل، كأنه قيل: لم يكن الأمر كذلك بل زينت لكم أنفسكم أمرا من الأمور فأتيتموه، يريد بذلك فتياهم بأخذ السارق بسرقته فصبر جميل أي: فأمري صبر جميل، أو فصبر جميل أجمل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا بيوسف وأخيه والمتوقف بمصر إنه هو العليم بحالي وحالهم الحكيم الذي لم يبتلني إلا لحكمة بالغة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية