[ ص: 274 ] سُورَةُ الْبَلَدِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29061_31577_33062nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=29061_31069_34373nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=29061_33062nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ nindex.php?page=treesubj&link=29061_34265nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ nindex.php?page=treesubj&link=29061_32408_34273nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=29061_19248_32408_34273nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29061_30497_32408_34091_34273nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=29061_32404nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=29061_32404nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=9وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=29061_19881_30458nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَمَعْنَاهُ عَلَى أَصَحِّ الْوُجُوهِ : أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ، وَفِي (اَلْبَلَدِ) قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا :
مَكَّةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : الْحَرَمُ كُلُّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : حَلَّ لَكَ مَا صَنَعْتَهُ فِي هَذَا الْبَلَدِ مِنْ قِتَالٍ أَوْ غَيْرِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ .
الثَّانِي : أَنْتَ مُحِلٌّ فِي هَذَا الْبَلَدِ غَيْرُ مُحْرِمٍ فِي دُخُولِكَ عَامَ الْفَتْحِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ .
الثَّالِثُ : أَنْ يَسْتَحِلَّ الْمُشْرِكُونَ فِيهِ حُرْمَتَكَ وَحُرْمَةَ مَنِ اتَّبَعَكَ تَوْبِيخًا لِلْمُشْرِكِينَ . وَيَحْتَمِلُ رَابِعًا : وَأَنْتَ حَالٌّ أَيْ نَازِلٌ فِي هَذَا الْبَلَدِ ، لِأَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ
بِمَكَّةَ [ ص: 275 ]
لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْهِ الْإِحْرَامُ وَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِي الْقِتَالِ ، وَكَانَتْ حُرْمَةُ
مَكَّةَ فِيهَا أَعْظَمَ ، وَالْقَسَمُ بِهَا أَفْخَمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ . أَحَدُهَا :
آدَمُ وَمَا وَلَدَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ .
الثَّانِي : أَنَّ الْوَالِدَ
إِبْرَاهِيمُ وَمَا وَلَدَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبُو عُمْرَانَ الْجُونِيُّ .
الثَّالِثُ : أَنَّ الْوَالِدَ هُوَ الَّذِي يَلِدُ ، وَمَا وَلَدَ هُوَ الْعَاقِرُ الَّذِي لَا يَلِدُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الرَّابِعُ : أَنَّ الْوَالِدَ الْعَاقِرُ ، وَمَا وَلَدَ الَّتِي تَلِدُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ . وَيَحْتَمِلُ خَامِسًا : أَنَّ الْوَالِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِتَقَدُّمَ ذِكْرِهِ ، وَمَا وَلَدَ أُمَّتُهُ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666301إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ ، فَأَقْسَمَ بِهِ وَبِأُمَّتِهِ بَعْدَ أَنْ أَقْسَمَ بِبَلَدِهِ مُبَالَغَةً فِي تَشْرِيفِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ إِلَى هَا هُنَا انْتَهَى الْقَسَمُ وَهَذَا جَوَابُهُ . وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4فِي كَبَدٍ سَبْعَةُ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : فِي انْتِصَابٍ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَبَعْدَ وِلَادَتِهِ ، خَصَّ الْإِنْسَانَ بِذَلِكَ تَشْرِيفًا ، وَلَمْ يَخْلُقْ غَيْرَهُ مِنَ الْحَيَوَانِ مُنْتَصِبًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ .
[ ص: 276 ]
الثَّانِي : فِي اعْتِدَالٍ ، لِمَا بَيَّنَهُ بَعْدُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ الْآيَاتِ ، حَكَاهُ
ابْنُ شَجَرَةَ .
الثَّالِثُ : يَعْنِي مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ، يَتَكَبَّدُ فِي الْخَلْقِ مَأْخُوذٌ مِنْ تَكَبُّدِ الدَّمِ وَهُوَ غِلَظُهُ ، وَمِنْهُ أُخِذَ اسْمُ الْكَبِدِ لِأَنَّهُ دَمٌ قَدْ غَلُظَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
الرَّابِعُ : فِي شِدَّةٍ لِأَنَّهَا حَمَلَتْهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْمُكَابَدَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
لَبِيدٍ يَا عَيْنُ هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ قُمْنَا وَقَامَ الْخُصُومُ فِي كَبَدِ .
رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ .
الْخَامِسُ : لِأَنَّهُ يُكَابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
السَّادِسُ : لِأَنَّهُ خَلَقَ
آدَمَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ .
السَّابِعُ : لِأَنَّهُ يُكَابِدُ الشُّكْرَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالصَّبْرَ عَلَى الضَّرَّاءِ ، لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ أَحَدِهِمَا ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ . وَيَحْتَمِلُ ثَامِنًا : يُرِيدُ بِهِ أَنَّهُ ذُو نُفُورٍ وَحَمِيَّةٍ ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ لِفُلَانٍ كَبِدٌ ، إِذَا كَانَ شَدِيدَ النُّفُورِ وَالْحَمِيَّةِ . وَفِيمَنْ أُرِيدَ بِالْإِنْسَانِ هَا هُنَا قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : جَمِيعُ النَّاسِ .
الثَّانِي : الْكَافِرُ يُكَابِدُ شُبَهَاتٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
الثَّانِي : أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ بِأَخْذِ مَالِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
الثَّالِثُ : أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يُذِلَّهُ أَحَدٌ ، لِأَنَّ الْقُدْرَةَ عَلَيْهِ ذُلٌّ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا فِيهِ وَجْهَانِ :
[ ص: 277 ]
أَحَدُهُمَا : يَعْنِي كَثِيرًا .
الثَّانِي : مَجْتَمِعًا بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ، وَمِنْهُ سُمِّي اللِّبْدُ لِاجْتِمَاعِهِ وَتَلْبِيدِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ . وَيَحْتَمِلُ ثَالِثًا : يَعْنِي مَالًا قَدِيمًا ، لِاشْتِقَاقِهِ مِنَ الْأَبَدِ ، أَوْ لِلْمُبَالَغَةِ فِي قِدَمِهِ مِنْ عَهْدِ لُبَدَ ، لِأَنَّ الْعَرَبَ تَضْرِبُ الْمَثَلَ فِي الْقِدَمِ بِلُبَدَ ، وَذَكَرَ قِدَمَهِ لِطُولِ بَقَائِهِ وَشِدَّةِ ضَنِّهِ بِهِ . وَقِيلَ إِنَّ هَذَا الْقَائِلَ
أَبُو الشَّدِّ الْجُمَحِيُّ ، أَنْفَقَ مَالًا كَثِيرًا فِي عَدَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ . وَهَذَا الْقَوْلُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ اسْتِطَالَةً بِمَا أَنْفَقَ فَيَكُونُ طُغْيَانًا مِنْهُ .
الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ أَسَفًا عَلَيْهِ ، فَيَكُونُ نَدَمًا مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ لَمْ يَرَهُ اللَّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّانِي : أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فِيمَا أَنْفَقَهُ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ . وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا ثَالِثًا : أَيَحْسَبُ إِنْ لَمْ يُظْهِرْ مَا فَعَلَهُ أَنْ لَا يُؤَاخِذَ بِهِ ، عَلَى وَجْهِ التَّهْدِيدِ ، كَمَا يَقُولُ الْإِنْسَانُ لِمَنْ يُنْكِرُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ ، قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ ، تَهْدِيدًا لَهُ فَيَكُونُ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ وَعِيدًا ، وَعَلَى مَا تَقَدَّمَ تَكْذِيبًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فِيهِمَا أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : سَبِيلُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ .
الثَّانِي : سَبِيلُ الْهُدَى وَالضَّلَالَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّالِثُ : سَبِيلُ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الرَّابِعُ : الثَّدْيَيْنِ لِيَتَغَذَّى بِهِمَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ .
[ ص: 278 ]
قَالَ
قُطْرُبٌ : وَالنَّجْدُ هُوَ الطَّرِيقُ الْمُرْتَفِعُ ، فَأَرْضُ
نَجْدٍ هِيَ الْمُرْتَفِعَةُ ، وَأَرْضُ
تِهَامَةَ هِيَ الْمُنْخَفِضَةُ . وَيَحْتَمِلُ عَلَى هَذَا الِاشْتِقَاقِ خَامِسًا : أَنَّهُمَا الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، لِارْتِفَاعِهِمَا عَنِ الْأَرْضِ .