[ ص: 327 ] سورة القارعة
مكية في قولهم جميعا بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30349_30362_32437nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30362_31757_32437_34257nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=treesubj&link=29072_29680nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=treesubj&link=29072_30428_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة فيه وجهان :
أحدهما : أنها العذاب ، لأنها تقرع قلوب الناس بهولها . ويحتمل ثانيا : أنها
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30291الصيحة لقيام الساعة ، لأنها تقرع بشدائدها . وقد تسمى بالقارعة كل داهية ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة [الرعد : 31] قال الشاعر
متى تقرع بمروتكم نسؤكم ولم توقد لنا في القدر نار
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة تعظيما لها ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة [ ص: 328 ] nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وفي الفراش قولان :
أحدهما : أنه الهمج الطائر من بعوض وغيره ، ومنه الجراد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، الثاني : أنه طير يتساقط في النار ليس ببعوض ولا ذباب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة وقتادة . وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4المبثوث ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المبسوط ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثاني : المتفرق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة .
الثالث : أنه الذي يحول بعضه في بعض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي . وإنما شبه الناس الكفار يوم القيامة بالفراش المبثوث لأنهم يتهافتون في النار كتهافت الفراش .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش والعهن : الصوف ذو الألوان في قول
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : (كالصوف) . وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5كالعهن المنفوش لخفته ، وضعفه ، فشبه به الجبال لخفتها ، وذهابها بعد شدتها وثباتها . ويحتمل أن يريد جبال النار تكون كالعهن لحمرتها وشدة لهبها ، لأن جبال الأرض تسير ثم تنسف حتى يدك بها الأرض دكا .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه ميزان ذو كفتين توزن به الحسنات والسيئات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه : وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا .
الثاني : الميزان هو الحساب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، ولذلك قيل : اللسان وزن الإنسان ، وقال الشاعر
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه
اي كلام أعارضه به .
[ ص: 329 ]
الثالث : أن الموازين الحجج والدلائل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15995عبد العزيز بن يحيى ، واستشهد فيه بالشعر المتقدم . وفي الموازين وجهان :
أحدهما : جمع ميزان .
الثاني : أنه جمع موزون .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية فيه وجهان :
أحدهما : يعني في عيشة مرضية ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : وهي الجنة .
الثاني : في نعيم دائم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، فيكون على الوجه الأول من المعاش ، وعلى الوجه الثاني من العيش .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية فيه وجهان :
أحدهما : أن الهاوية جهنم ، سماها أما له لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد ، ومنه قول
أمية بن أبي الصلت .
فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولد
وسميت
nindex.php?page=treesubj&link=30428النار هاوية لأنه يهوي فيها مع بعد قعرها .
الثاني : أنه أراد أم رأسه يهوي عليها في نار جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة . وقال الشاعر
يا عمرو لو نالتك أرحامنا كنت كمن تهوي به الهاوية .
[ ص: 327 ] سُورَةُ الْقَارِعَةِ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِهِمْ جَمِيعًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30349_30362_32437nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30362_31757_32437_34257nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_29680nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30428_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا الْعَذَابُ ، لِأَنَّهَا تَقْرَعُ قُلُوبَ النَّاسِ بِهَوْلِهَا . وَيَحْتَمِلُ ثَانِيًا : أَنَّهَا
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30291الصَّيْحَةُ لِقِيَامِ السَّاعَةِ ، لِأَنَّهَا تَقْرَعُ بِشَدَائِدِهَا . وَقَدْ تُسَمَّى بِالْقَارِعَةِ كُلُّ دَاهِيَةٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ [اَلرَّعْدِ : 31] قَالَ الشَّاعِرُ
مَتَى تُقْرَعْ بِمَرْوَتِكُمْ نَسُؤْكُمْ وَلَمْ تُوَقَدْ لَنَا فِي الْقِدْرِ نَارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ تَعْظِيمًا لَهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ [ ص: 328 ] nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَفِي الْفَرَاشِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ الْهَمَجُ الطَّائِرُ مِنْ بَعُوضٍ وَغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ الْجَرَادُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، الثَّانِي : أَنَّهُ طَيْرٌ يَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ لَيْسَ بِبَعُوضٍ وَلَا ذُبَابٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ وَقَتَادَةُ . وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4الْمَبْثُوثِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ الْمَبْسُوطُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
الثَّانِي : الْمُتَفَرِّقُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ الَّذِي يُحَوَّلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ . وَإِنَّمَا شَبَّهَ النَّاسَ الْكَفَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ لِأَنَّهُمْ يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ وَالْعِهْنِ : الصُّوفُ ذُو الْأَلْوَانِ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : (كَالصُّوفِ) . وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ لِخِفَّتِهِ ، وَضَعْفِهِ ، فَشَبَّهَ بِهِ الْجِبَالَ لِخِفَّتِهَا ، وَذَهَابِهَا بَعْدَ شِدَّتِهَا وَثَبَاتِهَا . وَيُحْتَمُلُ أَنْ يُرِيدَ جِبَالَ النَّارِ تَكُونُ كَالْعِهْنِ لِحُمْرَتِهَا وَشِدَّةِ لَهَبِهَا ، لِأَنَّ جِبَالَ الْأَرْضِ تَسِيرُ ثُمَّ تُنْسَفُ حَتَّى يَدُكَّ بِهَا الْأَرْضَ دَكًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ مِيزَانٌ ذُو كِفَّتَيْنِ تُوزَنُ بِهِ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا .
الثَّانِي : الْمِيزَانُ هُوَ الْحِسَابُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ : اللِّسَانُ وَزْنُ الْإِنْسَانِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لِقَائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ عِنْدِي لِكُلِّ مُخَاصِمٍ مِيزَانُهُ
ايْ كَلَامٌ أُعَارِضُهُ بِهِ .
[ ص: 329 ]
الثَّالِثُ : أَنَّ الْمَوَازِينَ الْحُجَجُ وَالدَّلَائِلُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15995عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى ، وَاسْتُشْهِدَ فِيهِ بِالشِّعْرِ الْمُتَقَدِّمِ . وَفِي الْمَوَازِينِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : جَمْعُ مِيزَانٍ .
الثَّانِي : أَنَّهُ جَمْعُ مَوْزُونٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : يَعْنِي فِي عِيشَةٍ مَرَضِيَّةٍ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : وَهِيَ الْجَنَّةُ .
الثَّانِي : فِي نَعِيمٍ دَائِمٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ ، فَيَكُونُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ مِنَ الْمَعَاشِ ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي مِنَ الْعَيْشِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْهَاوِيَةَ جَهَنَّمُ ، سَمَّاهَا أُمًّا لَهُ لِأَنَّهُ يَأْوِي إِلَيْهَا كَمَا يَأْوِي إِلَى أُمِّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ .
فَالْأَرْضُ مَعْقِلُنَا وَكَانَتْ أُمُّنَا فِيهَا مَقَابِرَنَا وَفِيهَا نُولَدُ
وَسُمِّيَتِ
nindex.php?page=treesubj&link=30428النَّارُ هَاوِيَةً لِأَنَّهُ يَهْوِي فِيهَا مَعَ بُعْدِ قَعْرِهَا .
الثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ أُمَّ رَأْسِهُ يَهْوِي عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ . وَقَالَ الشَّاعِرُ
يَا عَمْرُو لَوْ نَالَتْكَ أَرْحَامُنَا كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الْهَاوِيَةُ .