[ ص: 363 ] سُورَةُ الْمَسَدِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29082_30532_30539_32079_32340_34205nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ nindex.php?page=treesubj&link=29082_30311_32340_34205nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ nindex.php?page=treesubj&link=29082_30434_30437_30532_30539_32340_34205nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ nindex.php?page=treesubj&link=29082_28861_31788_32024nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ nindex.php?page=treesubj&link=29082_28861_30434_30531_30532_30539nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32333_28861سَبَبِ نُزُولِهَا فِي أَبِي لَهَبٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : مَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا لَهَبٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَاذَا أُعْطَى إِنْ آمَنْتُ بِكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ : مَا يُعْطَى الْمُسْلِمُونَ ، قَالَ : مَا عَلَيْهِمْ فَضْلٌ؟ قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ تَبْتَغِي؟ قَالَ : تَبًّا لِهَذَا مِنْ دِينٍ أَنْ أَكُونَ أَنَا وَهَؤُلَاءِ سَوَاءً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ الثَّانِي : مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=654397أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ نَادَى يَا صَبَاحَاهُ! فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ ، صَدَّقْتُمُونِي؟ قَالُوا :
[ ص: 364 ]
نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَمَا دَعَوْتَنَا إِلَّا لِهَذَا؟ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ .
الثَّالِثُ : مَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16248عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَيْسَانَ أَنَّهُ
كَانَ إِذَا وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ انْطَلَقَ إِلَيْهِمْ أَبُو لَهَبٍ ، فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ : أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَبُو لَهَبٍ : إِنَّهُ كَذَّابٌ سَاحِرٌ ، فَيَرْجِعُونَ عَنْهُ وَلَا يَلْقَوْنَهُ ، فَأَتَاهُ وَفْدٌ ، فَفَعَلَ مَعَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : لَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَرَاهُ وَنَسْمَعَ كَلَامَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو لَهَبٍ : إِنَّا لَمْ نَزَلْ نُعَالِجُهُ مِنَ الْجُنُونِ فَتَبًّا لَهُ وَتَعْسًا ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتَأَبَ لَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ السُّورَةَ ، وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : خَابَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : ضَلَّتْ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ .
الثَّالِثُ : هَلَكَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ .
الرَّابِعُ : صَفُرَتْ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، قَالَهُ
يَمَانُ بْنُ رِئَابٍ . حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ سَمِعَ النَّاسُ هَاتِفًا يَقُولُ
لَقَدْ خَلَّوْكَ وَانْصَدَعُوا فَمَا آبُوا وَلَا رَجَعُوا وَلَمْ يُوفُوا بِنَذْرِهِمُ
فَيَا تَبًّا لِمَا صَنَعُوا
وَالْخَامِسُ : خَسِرَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ
تَوَاعَدَنِي قَوْمِي لِيَسْعَوْا بِمُهْجَتِي بِجَارِيَةٍ لَهُمْ تَبًّا لَهُمْ تَبًّا
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : يَعْنِي نَفْسَ
أَبِي لَهَبٍ ، وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنِ النَّفْسِ بِالْيَدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ أَيْ نَفْسُكَ .
الثَّانِي : أَيْ عَمَلُ
أَبِي لَهَبٍ ، وَإِنَّمَا نُسِبُ الْعَمَلُ إِلَى الْيَدِ لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَرِ يَكُونُ بِهَا .
[ ص: 365 ]
وَقِيلَ إِنَّهُ كُنِّيَ
أَبَا لَهَبٍ لِحُسْنِهِ وَتَلَهُّبِ وَجْنَتِهُ ، وَفِي ذِكْرِ اللَّهِ لَهُ بِكُنْيَتِهِ دُونَ اسْمِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ كَانَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرَ مِنْهُ بِاسْمِهِ .
الثَّانِي : لِأَنَّهُ كَانَ مُسَمًّى بِعَبْدِ هُشْمٍ ، وَقِيلَ إِنَّهُ
عَبْدُ الْعُزَّى فَلِذَلِكَ عَدَلَ عَنْهُ .
الثَّالِثُ : لِأَنَّ الِاسْمَ أَشْرَفُ مِنَ الْكُنْيَةِ ، لِأَنَّ الْكُنْيَةَ إِشَارَةٌ إِلَيْهِ بِاسْمِ غَيْرِهِ ، وَلِذَلِكَ دَعَا اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ بِأَسْمَائِهِمْ . وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1وَتَبَّ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ تَأْكِيدٌ لِلْأَوَّلِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1وَتَبَّ تَأْكِيدًا .
الثَّانِي : يَعْنِي تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ بِمَا مَنَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَذًى لِرَسُولِهِ ، وَتَبَّ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ .
الثَّالِثُ : يَعْنِي قَدْ تَبَّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الرَّابِعُ : يَعْنِي وَتَبَّ وَلَدُ
أَبِي لَهَبٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ . وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ ، جَعَلَهُ خَبَرًا ، وَهِيَ عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِهِ تَكُونُ دُعَاءً كَالْأَوَّلِ . وَفِيمَا تَبَّتْ عَنْهُ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : عَنِ التَّوْحِيدِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : عَنِ الْخَيْرَاتِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : مَا دَفَعَ عَنْهُ .
الثَّانِي : مَا نَفَعَهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَالُهُ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ أَرَادَ أَغْنَامَهُ ، لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ سَائِمَةٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ تَلِيدَهُ وَطَارِفَهُ ، وَالتَّلِيدُ : الْمَوْرُوثُ ، وَالطَّارِفُ : الْمُكْتَسَبُ . وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا كَسَبَ وَجْهَانِ :
[ ص: 366 ]
أَحَدُهُمَا : عَمَلُهُ الْخَبِيثُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الثَّانِي : وَلَدُهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=663648 (أَوْلَادُكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ) وَكَانَ وَلَدُهُ
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ مُبَالِغًا فِي عَدَاوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَبِيهِ ، فَقَالَ حِينَ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى كَفَرْتُ بِالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، وَبِاَلَّذِي دَنَا فَتَدَلَّى ، وَتَفَلَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الشَّامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(اَللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ فَأَكَلَهُ الْأَسَدُ) . وَفِيمَا لَمْ يُغْنِ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : فِي عَدَاوَتِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الثَّانِي : فِي دَفْعِ النَّارِ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ فِي سِينِ سَيَصْلَى وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ سِينُ سَوْفَ .
الثَّانِي : سِينُ الْوَعِيدِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا وَفِي يَصْلًى وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : صَلِيَ النَّارَ ، أَيْ حَطَبًا وَوَقُودًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16248ابْنُ كَيْسَانَ .
الثَّانِي : يَعْنِي تُصْلِيهِ النَّارُ ، أَيْ تُنْضِجُهُ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَيَكُونُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ صِفَةً لَهُ فِي النَّارِ ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي صِفَةً لِلنَّارِ . وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : ذَاتُ ارْتِفَاعٍ وَقُوَّةٍ وَاشْتِعَالٍ ، فَوَصَفَ نَارَهُ ذَاتَ اللَّهَبِ بِقُوَّتِهَا ، لِأَنَّ قُوَّةَ النَّارِ تَكُونُ مَعَ بَقَاءِ لَهَبِهَا .
الثَّانِي : مَا فِي هَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ مُضَارَعَةِ كُنْيَتِهِ الَّتِي كَانَتْ مِنْ نَذْرِهِ وَوَعِيدِهِ . وَهَذِهِ الْآيَةُ تَشْتَمِلُ عَلَى أَمْرَيْنِ :
[ ص: 367 ]
أَحَدُهُمَا : وَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ حَقَّ عَلَيْهِ بِكُفْرِهِ .
الثَّانِي : إِخْبَارٌ مِنْهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ سَيَمُوتُ عَلَى كُفْرِهِ ، وَكَانَ خَبَرُهُ صِدْقًا ، وَوَعِيدُهُ حَقًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ وَهِيَ
أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ . وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَطِبُ الشَّوْكَ فَتُلْقِيهِ فِي طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : أَنَّهَا كَانَتْ تُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَقْرِ ، فَكَانَ يَحْتَطِبُ فَعُيِّرَتْ بِأَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَطِبُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّالِثُ : أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَطِبُ الْكَلَامَ وَتَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ فَسُمِّيَ الْمَاشِي بِالنَّمِيمَةِ حَمَّالَ الْحَطَبِ لِأَنَّهُ يُشْعِلُ الْعَدَاوَةَ كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْحَطَبَ ، قَالَ الشَّاعِرُ
إِنَّ بَنِي الْأَدْرَمِ حَمَّالُو الْحَطَبْ هُمُ الْوُشَاةُ فِي الرِّضَا وَفِي الْغَضَبْ .
عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ تَتْرَى وَالْحَرَبْ .
وَقَالَ آخَرُ
مِنَ الْبِيضِ لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرٍ لَأَمَةٍ وَلَمْ تَمْشِ بَيْنَ الْحَيِّ بِالْحَطَبِ وَالرَّطْبِ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ أَرَادَ مَا حَمَلَتْهُ مِنَ الْآثَامِ فِي عَدَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ كَالْحَطَبِ فِي مَصِيرِهِ إِلَى النَّارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5جِيدِهَا : عُنُقُهَا . وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ سَبْعَةُ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : سُمِّيَتِ السِّلْسِلَةُ مَسَدًا لِأَنَّهَا مَمْسُودَةٌ ، أَيْ مَفْتُولَةٌ .
[ ص: 368 ]
الثَّانِي : أَنَّهُ حَبْلٌ مِنْ لِيفِ النَّخْلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ ، وَمِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ
أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ لَيْلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى مُضَاجَعَةٍ كَالدَّلْكِ بِالْمَسَدِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهَا قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ ، عَلَى وَجْهِ التَّعْيِيرِ لَهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ حَبْلٌ ذُو أَلْوَانٍ مِنْ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ تَتَزَيَّنُ بِهِ فِي جِيدِهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، ذُكِّرَتْ بِهِ عَلَى وَجْهِ التَّعْيِيرِ أَيْضًا .
الْخَامِسُ : أَنَّهَا قِلَادَةٌ مِنْ جَوْهَرٍ فَاخِرٍ ، قَالَتْ لَأُنْفِقَنَّهَا فِي عَدَاوَةِ
مُحَمَّدٍ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ عَذَابًا فِي جِيدِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
السَّادِسُ : أَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى الْخِذْلَانِ ، يَعْنِي أَنَّهَا مَرْبُوطَةٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِمَا سَبَقَ لَهَا مِنَ الشَّقَاءِ كَالْمَرْبُوطَةِ فِي جِيدِهَا بِحَبْلٍ مِنْ مَسَدٍ .
السَّابِعُ : أَنَّهُ لَمَّا حَمَلَتْ أَوْزَارَ كُفْرِهَا صَارَتْ كَالْحَامِلَةِ لِحَطَبِ نَارِهَا الَّتِي تُصْلَى بِهَا . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15498الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ
ابْنِ تَدْرُسَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ
لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا فِي أَبِي لَهَبٍ وَاِمْرَأَتِهِ أُمِّ جَمِيلٍ أَقْبَلَتْ وَلَهَا وَلْوَلَةٌ وَفِي يَدِهَا قَهَرٌ وَهِيَ تَقُولُ
مُذَمَّمًا عَصَيْنَا وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا
وَدِينَهُ قَلَيْنَا .
وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَمَعَهُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَآهَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ ، فَقَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي ، وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا فَأَقْبَلَتْ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَتْ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي ، فَقَالَ : لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ ، مَا هَجَاكِ ، فَوَلَّتْ فَعَثَرَتْ فِي مَرْطِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مُذَمَّمٌ ، وَانْصَرَفَتْ .