الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين

                                                                                                                                                                                                                                        ( قل إنما أنذركم بالوحي ) بما أوحي إلي . ( ولا يسمع الصم الدعاء ) وقرأ ابن عامر ( ولا تسمع الصم ) على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرئ بالياء على أن فيه ضميره ، وإنما سماهم الصم ووضعه موضع ضميرهم للدلالة على تصامهم وعدم انتفاعهم بما يسمعون . ( إذا ما ينذرون ) منصوب بـ ( يسمع ) أو بـ ( الدعاء ) والتقييد به لأن الكلام في الإنذار أو للمبالغة في تصامهم وتجاسرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 53 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولئن مستهم نفحة ) أدنى شيء ، وفيه مبالغات ذكر المس وما في النفحة من معنى القلة ، فإن أصل النفح هبوب رائحة الشيء والبناء الدال على المرة . ( من عذاب ربك ) من الذي ينذرون به . ( ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) لدعوا على أنفسهم بالويل واعترفوا عليها بالظلم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية