الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب .

                                                                                                                                                                                                                                      إذ تبرأ الذين اتبعوا : بدل من "إذ يرون"؛ أي: إذ تبرأ الرؤساء؛ من الذين اتبعوا ؛ من الأتباع؛ بأن اعترفوا ببطلان ما كانوا يدعونه في الدنيا؛ ويدعونهم إليه من فنون الكفر؛ والضلال؛ واعتزلوا عن مخالطتهم؛ وقابلوهم باللعن؛ كقول إبليس: إني كفرت بما أشركتموني من قبل؛ وقرئ بالعكس؛ أي: تبرأ الأتباع من الرؤساء؛ والواو في قوله - عز وجل -: ورأوا العذاب ؛ [ ص: 187 ] حالية؛ و"قد" مضمرة؛ وقيل: عاطفة على "تبرأ"؛ والضمير في "رأوا" للموصوفين جميعا؛ وتقطعت بهم الأسباب ؛ والوصل التي كانت بينهم؛ من التبعية؛ والمتبوعية؛ والاتفاق على الملة الزائغة؛ والأغراض الداعية إلى ذلك؛ وأصل "السبب": الحبل الذي يرتقى به الشجر؛ ونحوه؛ معطوفة على "تبرأ"؛ وتوسيط الحال بينهما للتنبيه على علة التبري؛ وقد جوز عطفها على الجملة الحالية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية