الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم شرح ذلك بقوله - مضيفا جميع العباد إليه؛ كما هو الحقيقة؛ نافيا ما قد يوهمه الكلام من أن لإبليس عملا مستقلا -: إن عبادي ؛ أي: عامة؛ ليس لك ؛ أي: بوجه من الوجوه؛ عليهم سلطان ؛ أي: لتردهم كلهم عما يرضيني؛ إلا من اتبعك ؛ أي: بتعمد منه؛ ورغبة في اتباعك؛ من الغاوين ؛ ومات عن غير توبة; فإني جعلت لك عليهم سلطانا بالتزيين؛ والإغواء؛ وقيل؛ وهو ظاهر: إن الإضافة للتشريف؛ فلا تشمل إلا الخلص؛ فحينئذ يكون الاستثناء منقطعا؛ وفائدة سوقه بصورة الاستثناء - على تقدير الانقطاع - الترغيب في رتبة التشرف؛ بالإضافة إليه؛ والرجوع عن اتباع العدو؛ إلى الإقبال عليه؛ لأن ذوي الأنفس الأبية؛ والهمم العلية؛ ينافسون في ذلك المقام؛ ويرونه - كما هو الحق - أعلى مرام؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية