وإن الأوثان التي يعبدونها والآلهة التي يقدسونها من ملك أو بشر أو جن لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يغيثون؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_34101_34131_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا .
من صفات الربوبية القدرة المطلقة، ولا يعبد إلا من يكون قادرا على كشف الضر،
والعرب كانوا يعرفون الله تعالى وأنه القادر وحده على كل شيء، فكانوا يستغيثون به إذا أصابهم بأس في البر والبحر، ويعتقدون أنه لا ينجيهم سواه، وإذا مسهم ضر لا يلجأون إلا إليه كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ولكنهم عند العبادة يعبدون مع الله غيره من الأوثان، أو الملائكة، أو
عيسى كالصابئة والنصارى لا يعرفون
المسيح على أنه عبد خلقه الله.
لهذا يقول لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا الذين زعمتم من دونه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56ادعوا الذين زعمتم من دونه أي زعمتم أنهم آلهة من دون الله سبحانه وتعالى: ادعوهم ساعة أن ينزل بكم الضر أو الشدة في البر أو البحر، أو عندما
[ ص: 4405 ] يداهمكم ريح صرصر عاتية،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56فلا يملكون كشف الضر عنكم الفاء هنا للإفصاح، لأنها تفصح عن شرط مقدر يبين ما قبله وبعده بأن يزول عنكم أو تحويله لغيركم، ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56ولا تحويلا
وإذا كانوا لا يستطيعون لكم جلب نفع، ولا دفع ضر، فكيف تعبدونهم؟ والعجز ظاهر حالها، وعجيب أمركم؛ عبادتها مع هذا العجز.
وإن بعض الذين يدعون كالملائكة والجن
والمسيح وعزير، وكانت عبادة هؤلاء من صابئة
العرب ويهودهم ونصاراهم، يتضرعون إلى الله ويعبدونه، ولذا قال تعالى فيهم:
وَإِنَّ الْأَوْثَانَ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا وَالْآلِهَةَ الَّتِي يُقَدِّسُونَهَا مِنْ مَلَكٍ أَوْ بَشَرٍ أَوْ جِنٍّ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَلَا يُغِيثُونَ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_34101_34131_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا .
مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ الْقُدْرَةُ الْمُطْلَقَةُ، وَلَا يُعْبَدُ إِلَّا مَنْ يَكُونُ قَادِرًا عَلَى كَشْفِ الضُّرِّ،
وَالْعَرَبُ كَانُوا يَعْرِفُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَنَّهُ الْقَادِرُ وَحْدَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَكَانُوا يَسْتَغِيثُونَ بِهِ إِذَا أَصَابَهُمْ بَأْسٌ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ لَا يُنْجِيهِمْ سِوَاهُ، وَإِذَا مَسَّهُمْ ضُرٌّ لَا يَلْجَأُونَ إِلَّا إِلَيْهِ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْعِبَادَةِ يَعْبُدُونَ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ مِنَ الْأَوْثَانِ، أَوِ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ
عِيسَى كَالصَّابِئَةِ وَالنَّصَارَى لَا يَعْرِفُونَ
الْمَسِيحَ عَلَى أَنَّهُ عَبْدٌ خَلَقَهُ اللَّهُ.
لِهَذَا يَقُولُ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَيْ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ آلِهَةٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ادْعُوهُمْ سَاعَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الضُّرُّ أَوِ الشِّدَّةُ فِي الْبَرِّ أَوِ الْبَحْرِ، أَوْ عِنْدَمَا
[ ص: 4405 ] يُدَاهِمُكُمْ رِيحٌ صَرْصَرٌ عَاتِيَةٌ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ الْفَاءُ هُنَا لِلْإِفْصَاحِ، لِأَنَّهَا تُفْصِحُ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ يُبَيِّنُ مَا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ بِأَنْ يَزُولَ عَنْكُمْ أَوْ تَحْوِيلِهِ لِغَيْرِكُمْ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56وَلا تَحْوِيلا
وَإِذَا كَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ لَكُمْ جَلْبَ نَفْعٍ، وَلَا دَفْعَ ضُرٍّ، فَكَيْفَ تَعْبُدُونَهُمْ؟ وَالْعَجْزِ ظَاهِرُ حَالِهَا، وَعَجِيبٌ أَمْرُكُمْ؛ عِبَادَتُهَا مَعَ هَذَا الْعَجْزِ.
وَإِنَّ بَعْضَ الَّذِينَ يَدْعُونَ كَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ
وَالْمَسِيحِ وَعُزَيْرٍ، وَكَانَتْ عِبَادَةُ هَؤُلَاءِ مِنْ صَابِئَةِ
الْعَرَبِ وَيَهُودِهِمْ وَنَصَارَاهُمْ، يَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَعْبُدُونَهُ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ: