الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم نزه نفسه؛ تعظيما عن ذلك؛ وعن كل نقص؛ فقال (تعالى): سبحانه ؛ أي: تنزه التنزه الأعظم عن كل شائبة نقص؛ وتعالى ؛ أي: علا [ ص: 423 ] أعظم العلو؛ بصفات الكمال؛ عما يقولون ؛ من هذه النقائص؛ التي لا يرضاها لنفسه أحد من عقلاء خلقه؛ فضلا عن رئيس من رؤسائكم؛ فكيف بالعلي الأعلى؟! وأتى بالمصدر المجرد في قوله (تعالى): علوا ؛ إيذانا بأن الفعل مجرد في الحقيقة؛ وإن أتى به على صيغة التفاعل؛ إيذانا بالمبالغة؛ كبيرا ؛ لا تحتمل عقولكم الوقوف على حقيقته؛ ولا تدركون منه أكثر من مفهوم هذا الوصف عندكم؛ بحسب ما تتعارفونه:


                                                                                                                                                                                                                                      والأمر أعظم من مقالة قائل ... إن رقق البلغاء أو إن فخموا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية