الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأقم وجهك للدين حنيفا ) فقومه له غير ملتفت أو ملتفت عنه ، وهو تمثيل للإقبال والاستقامة عليه والاهتمام به . ( فطرت الله ) خلقته نصب على الإغراء أو المصدر لما دل عليه ما بعدها . ( التي فطر الناس عليها ) خلقهم عليها وهي قبولهم للحق وتمكنهم من إدراكه ، أو ملة الإسلام فإنهم لو خلوا وما خلقوا عليه أدى بهم إليها ، وقيل العهد المأخوذ من آدم وذريته . ( لا تبديل لخلق الله ) لا يقدر أحد أن يغيره أو ما ينبغي أن يغير . ( ذلك ) إشارة إلى الدين المأمور بإقامة الوجه له أو الفطرة إن فسرت بالملة . ( الدين القيم ) المستقيم الذي لا عوج فيه . ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) استقامته لعدم تدبرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( منيبين إليه ) راجعين إليه من أناب إذا رجع مرة بعد أخرى ، وقيل منقطعين إليه من الناب وهو حال من الضمير في الناصب المقدر لفطرة الله أو في أقم لأن الآية خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والأمة لقوله : ( واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ) غير أنها صدرت بخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما له .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية