الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال ذلك بيني وبينك ؛ أي: " ذلك الذي وصفت لي بيني وبينك " ؛ ومعناه: " ما شرطت علي فلك؛ وما شرطت لي فلي؛ كذلك الأمر بيننا " ؛ ثم قال: أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي ؛ و " العدوان " : المجاوزة في الظلم؛ و " عدوان " ؛ منصوب بـ " لا " ؛ [ ص: 142 ] ولو قرئت: " فلا عدوان علي " ؛ لجاز؛ من جهتين؛ إحداهما أن تكون " لا " ؛ رافعة؛ كـ " ليس " ؛ كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح



                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يكون " عدوان " ؛ رفعا بالابتداء؛ و " علي " ؛ الخبر؛ و " لا " ؛ نافية غير عاملة؛ كما تقول: " لا زيد أخوك؛ ولا عمرو " ؛ و " أي " ؛ هي في موضع الجزاء؛ منصوبة بـ " قضيت " ؛ وجواب الجزاء " فلا عدوان " ؛ و " ما " ؛ زائدة مؤكدة؛ والمعنى: " أي الأجلين قضيت فلا عدوان علي " ؛ وقوله: والله على ما نقول وكيل ؛ أي: " والله - عز وجل - شاهدنا على ما عقد بعضنا على بعض " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية