الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: قال سنشد عضدك بأخيك ؛ أي: سنعينك بأخيك؛ ولفظ العضد على جهة المثل؛ لأن اليد قوامها عضدها؛ فكل معين عضد؛ وتقول: " قد عاضدني فلان على الأمر " ؛ أي: عاونني؛ وقوله: ونجعل لكما سلطانا ؛ أي: حجة نيرة؛ بينة؛ وإنما قيل للزيت: " السليط " ؛ لأنه يستضاء به؛ فـ " السلطان " : أبين الحجج؛ وقوله: فلا يصلون إليكما بآياتنا ؛ أي: بسلطاننا؛ وحجتنا؛ فـ " بآياتنا " ؛ من صلة " يصلون " ؛ كأنه قال: " لا يصلون إليكما؛ تمتنعان منهم بآياتنا " ؛ وجائز أن يكون " بآياتنا " ؛ متصلا بـ " نجعل لكما سلطانا بآياتنا " ؛ أي: حجة تدل على النبوة بآياتنا؛ أي: بالعصا؛ واليد؛ وسائر الآيات التي أعطي موسى - صلى الله عليه وسلم -؛ ويجوز أن يكون " بآياتنا " ؛ مبينا عن قوله: أنتما ومن اتبعكما الغالبون ؛ [ ص: 145 ] أي: " تغلبون بآياتنا " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية