الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خنب ]

                                                          خنب : الخناب : الضخم الطويل من الرجال ، ومنهم من لم يقيد ؛ وهو أيضا : الأحمق المختلج مرة هنا ، ومرة هنا . والخناب : الضخم الأنف ، وهذا مما جاء على أصله شاذا ، لأن كل ما كان على فعال من الأسماء ، أبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء ، مثل دينار وقيراط ، كراهية أن يلتبس بالمصادر ، إلا أن يكون بالهاء ، فيخرج على أصله ، مثل دنابة وصنارة ، ودنامة وخنابة ، لأنه الآن قد أمن التباسه بالمصادر . التهذيب : يقال رجل خنأب ، مكسور الخاء ، مشدد النون ، مهموز : وهو الضخم في عبالة ، والجمع خنانب . ويقال : الخنأب من الرجال : الأحمق المتصرف ، يختلج هكذا مرة ، وهكذا مرة ، أي يذهب . الأزهري ، الليث : الخنأبة ، الخاء رفع والنون شديدة ، وبعد النون همزة ، وهي طرف الأنف ، وهما الخنأبتان ، قال : والأرنبة تحت الخنأبة . وقال ابن سيده : الخنابة الأرنبة العظيمة ، وقيل : طرف الأرنبة من أعلاها ، بينها وبين النخرة . والخنابتان : طرفا الأنف من جانبيه ، والأرنبة : ما تحت الخنابة ، والعرتمة : أسفل من ذلك ، وهي حد الأنف ، والروثة تجمع ذلك كله ، وهي المجتمعة قدام المارن ، وبعضهم يقول : العرتمة ما بين الوترة والشفة ، والخنابة حرف المنخر ، وهما الخنابتان . وقيل خنابتا الأنف : خرقاه عن يمين وشمال ، بينهما الوترة ؛ قال الراجز :


                                                          أكوي ذوي الأضغان كيا منضجا منهم وذا الخنابة العفنججا



                                                          ويقال : الخنأبة ، بالهمز . وفي حديث زيد بن ثابت ، وفي الخنابتين إذا خرمتا ، قال : في كل واحدة ثلث دية الأنف ، هما بالكسر والتشديد ، جانبا المنخرين ، عن يمين الوترة وشمالها ، وهمزها الليث ، وأنكرها الأصمعي . قال أبو منصور : الهمزة التي ذكرها الليث في الخنابة والخناب لا تصح عندي إلا أن تجتلب ، كما أدخلت في الشمأل ، وغرقئ البيض ، وليست بأصلية . قال أبو منصور : وأما الخنأبة ، بالهمز وضم الخاء ، فإن أبا العباس روى عن ابن الأعرابي ، قال : الخنابتان ، بكسر الخاء وتشديد النون ، غير مهموز ، هما سما المنخرين ، وهما المنخران ، والخورمتان ، قال : هكذا ذكرهما أبو عبيد في كتاب الخيل ؛ وروى سلمة عن الفراء أنه قال : الخناب ، والخنب الطويل . قال : ولا أعرف الهمز لأحد في هذه الحروف . والخنب : كالخنان في الأنف ، وقد خنب خنبا . والخنب : موصل أسافل أطراف الفخذين ، وأعالي الساقين . والخنب : باطن الركبة ؛ وقيل : هو فروج ما بين الأضلاع ، وجمع ذلك كله أخناب ؛ قال رؤبة :


                                                          عوج دقاق من تحني الأخناب



                                                          الفراء : الخنب ، بكسر الخاء : ثني الركبة ، وهو المأبض . وخنبت رجله ، بالكسر : وهنت . وأخنبها هو : أوهنها ، وأخنبتها أنا ؛ قال ابن أحمر :


                                                          أبي الذي أخنب رجل ابن الصعق     إذ كانت الخيل كعلباء العنق



                                                          قال ابن بري : قال أبو زكريا الخطيب التبريزي : هذا البيت لتميم بن العمرد بن عامر بن عبد شمس ، وكان العمرد طعن يزيد بن الصعق ، فأعرجه . قال ابن بري : وقد وجدته أيضا في شعر ابن أحمر الباهلي . ابن الأعرابي : أخنب رجله قطعها . وخنب الرجل : عرج . واختنب القوم : هلكوا . أبو عمرو : المخنبة القطيعة . وجارية خنبة : غنجة رخيمة . وظبية خنبة أي عاقدة عنقها ، وهي رابضة لا تبرح مكانها ، كأن الجارية شبهت بها ؛ وقال :


                                                          كأنها عنز ظباء خنبه     ولا يبيت بعلهما على إبه



                                                          الإبة : الريبة . ويقال : رأيت فلانا على خنبة وخنعة ، ومثله : عقر وبقر ، ومثله : ما ذقت علوسا ولا بلوسا ، وجيء به من عسك وبسك ، فعاقب العين الباء . شمر : الخنبات الغدر والكذب . ويقال : لن يعدمك من اللئيم خنابة أي شر . والخنابة : الأثر القبيح . قال ابن مقبل :


                                                          ما كنت مولى خنابات فآتيها     ولا ألمنا لقتلى ذاكم الكلم



                                                          ويروى جنابات . يقول : لست أجنبيا منكم ؛ ويروى خنانات ، بنونين ، وهي كالخنابات . ورجل ذو خنبات وخبنات : وهو الذي يصلح مرة ويفسد أخرى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية