الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ؛ ويقرأ: " بنعمات الله " ؛ ويجوز: " بنعمات الله " ؛ ويجوز: " بنعمات الله " ؛ [ ص: 201 ] بفتح العين؛ ففيها ثلاثة أوجه؛ إذا جمعت؛ وأكثر القراءة: " بنعمة الله " ؛ على الواحدة؛ وأما الكسر فعلى مذهب من جمع " كسرة " ؛ على " كسرات " ؛ ومن أسكن - وهو أجود أوجهه - فعلى من جمع " كسرات " ؛ لأن " كسرات " ؛ يقل مثله في كلام العرب؛ إنما جاء في أصول الأبنية ما توالت فيه كسرتان؛ نحو " إبل " ؛ و " إطل " ؛ فقط؛ ومن قرأ: " بنعمات الله " ؛ فلأن الفتح أخف الحركات؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        ولما رأونا باديا ركباتنا ... على موطن لا نخلط الجد بالهزل



                                                                                                                                                                                                                                        والأكثر: " ركبات " ؛ و " ركبات " ؛ أجود؛ لثقل الضمة؛ ولكنه أكثر في الكلام من " نعمات " ؛ و " كسرات " . وقوله - عز وجل -: لكل صبار شكور ؛ روى قتادة أن أحب العباد إلى الله من إذا أعطي شكر؛ وإذا ابتلي صبر؛ فأعلم الله - عز وجل - أن المعتبر المتفكر في خلق السماوات والأرض هو الصبار الشكور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية