الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

                                                                                                                                                                                                                                        ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض ) مع كبر جرمهما وعظم شأنهما . ( بقادر على أن يخلق مثلهم ) في الصغر والحقارة بالإضافة إليهما ، أو مثلهم في أصول الذات وصفاتها وهو المعاد ، وعن يعقوب «يقدر » .

                                                                                                                                                                                                                                        ( بلى ) جواب من الله تعالى لتقرير ما بعد النفي مشعر بأنه لا جواب سواه . ( وهو الخلاق العليم ) كثير [ ص: 275 ]

                                                                                                                                                                                                                                        المخلوقات والمعلومات .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إنما أمره ) إنما شأنه . ( إذا أراد شيئا أن يقول له كن ) أي تكون . ( فيكون ) فهو يكون أي يحدث ، وهو تمثيل لتأثير قدرته في مراده بأمر المطاع للمطيع في حصول المأمور من غير امتناع وتوقف وافتقار إلى مزاولة عمل واستعمال آلة قطعا لمادة الشبهة ، وهو قياس قدرة الله تعالى على قدرة الخلق ، ونصبه ابن عامر والكسائي عطفا على ( يقول ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية