الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ؛ [ ص: 229 ] معنى " أنعم الله عليه " : هداه للإسلام؛ و " أنعمت عليه " : أعتقته من الرق؛ وكان زيد شكا إلى النبي - عليه السلام - أمر زينب؛ فأمره بالتمسك بها؛ وكان - عليه السلام - يحب التزوج بها؛ إلا أنه - عليه السلام - آثر ما يحب من الأمر بالمعروف؛ فقال: " أمسك عليك زوجك واتق الله " ؛ وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ؛ أي: تكره مقالة الناس؛ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ؛ أي: فلما طلقها زيد؛ و " الوطر " ؛ في اللغة؛ و " الأرب " ؛ بمعنى واحد؛ قال الخليل: معنى " الوطر " : كل حاجة يكون لك فيها همة؛ فإذا بلغها البالغ قيل: " قد قضى وطره؛ وأربه " ؛ أي: " بلغ مراده منها " ؛ وقوله - - عز وجل -: لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا ؛ أي: زوجناك زينب؛ وهي امرأة زيد؛ الذي قد تبنيت به؛ لئلا يظن أنه من تبنى برجل لم تحل امرأته للمتبني.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية