الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وجعلنا من بين أيديهم سدا ؛ و " سدا " ؛ بالفتح والضم؛ ومعناهما واحد؛ وقد قيل: " السد " ؛ فعل الإنسان؛ و " السد " ؛ خلقة المسدود؛ وفيه وجهان: أحدهما قد جاء في التفسير؛ وهو أن قوما أرادوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - سوءا؛ فحال الله بينهم وبين ذلك؛ فجعلوا بمنزلة من هذه حاله؛ فجعلوا بمنزلة من غلت يمينه؛ وسد طريقه من بين يديه؛ ومن خلفه؛ وجعل على بصره غشاوة؛ وهو معنى: فأغشيناهم ؛ ويقرأ: " فأعشيناهم " ؛ بالعين غير معجمة؛ فحال الله بينهم وبين رسوله؛ وكان في هؤلاء أبو جهل؛ فيما يروى؛ ويجوز أن يكون وصف إضلالهم؛ فقال: إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان ؛ أي: أضللناهم؛ فأمسكنا أيديهم عن النفقة في سبيل الله؛ والسعي فيما يقرب إلى الله؛ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ؛ كما قال: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ؛ الآية؛ والدليل على هذا قوله: وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ؛ لأن من أضله الله هذا الإضلال لم ينفعه الإنذار.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية