الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ( 22 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : حقا أن هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم في الدنيا وفي الآخرة هم الأخسرون الذين قد باعوا منازلهم من الجنان بمنازل أهل الجنة من النار ; وذلك هو الخسران المبين .

وقد بينا فيما مضى أن معنى قولهم : " جرمت " كسبت الذنب و " جرمته " ، [ ص: 289 ] وأن العرب كثر استعمالها إياه في مواضع الأيمان ، وفي مواضع " لا بد " كقولهم : " لا جرم أنك ذاهب " ، بمعنى : " لا بد " حتى استعملوا ذلك في مواضع التحقيق ، فقالوا : " لا جرم لتقومن " بمعنى : حقا لتقومن . فمعنى الكلام : لا منع عن أنهم ، ولا صد عن أنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية