الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                        إذ الأغلال في أعناقهم ظرف لـ يعلمون إذ المعنى على الاستقبال، والتعبير بلفظ المضي لتيقنه. والسلاسل عطف على ( الأغلال ) أو مبتدأ خبره. يسحبون

                                                                                                                                                                                                                                        في الحميم والعائد محذوف أي يسحبون بها، وهو على الأول حال. وقرئ «والسلاسل يسحبون» بالنصب وفتح الياء على تقديم المفعول وعطف الفعلية على الاسمية، والسلاسل بالجر حملا على المعنى إذ الأغلال في أعناقهم بمعنى أعناقهم في الأغلال، أو إضمارا للباء ويدل عليه القراءة به. ثم في النار يسجرون يحرقون من سجر التنور إذا ملأه بالوقود، ومنه السجير للصديق كأنه سجر بالحب أي ملئ.

                                                                                                                                                                                                                                        والمراد أنهم يعذبون بأنواع من العذاب وينقلون من بعضها إلى بعض.

                                                                                                                                                                                                                                        ( ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون ) ( من دون الله قالوا ضلوا عنا ) غابوا عنا وذلك قبل أن تقرن بهم آلهتهم، أو ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم. بل لم نكن ندعو من قبل شيئا أي بل تبين لنا أنا لم نكن نعبد شيئا بعبادتهم فإنهم ليسوا شيئا يعتد به كقولك: حسبته شيئا فلم يكن. كذلك مثل ذلك الضلال. يضل الله الكافرين حتى لا يهتدوا إلى شيء ينفعهم في الآخرة، أو يضلهم عن آلهتهم حتى لو [ ص: 64 ] تطالبوا لم يتصادفوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية