الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلما أسلما وتله للجبين ؛ " أسلما " : استسلما لأمر الله؛ رضي إبراهيم بأن يذبح ابنه؛ ورضي ابنه بأن يذبح؛ تصديقا للرؤيا؛ وطاعة لله؛ واختلف الناس في الذي أمر بذبحه من كان؛ فقال قوم: إسحاق؛ وقال قوم: إسماعيل؛ فأما من قال: إنه إسحاق؛ فعلي - رحمة الله عليه -؛ وابن مسعود؛ وكعب الأحبار؛ وجماعة من التابعين؛ وأما من قال: إنه إسماعيل؛ فابن عمر؛ ومحمد بن كعب القرظي؛ وسعيد بن المسيب؛ وجماعة من التابعين؛ وحجة من قال: إنه إسماعيل؛ قوله: وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ؛ وحجة من قال: إنه إسحاق؛ قال: كانت في إسحاق بشارتان؛ الأولى فبشرناه بغلام حليم ؛ فلما استسلم للذبح؛ واستسلم إبراهيم لذبحه؛ بشر به نبيا من الصالحين؛ والقول فيهما كثير؛ والله أعلم أيهما كان الذبيح؛ فأما جواب " فلما أسلما وتله للجبين " ؛ أي: صرعه؛ فقد اختلف الناس فيه؛ فقال قوم: جوابه: وناديناه؛ والواو زائدة؛ وقال قوم: إن الجواب محذوف بأن في الكلام دليلا عليه؛ المعنى: " فلما فعل ذلك سعد وآتاه الله نبوة ولده؛ وأجزل له الثواب في الآخرة " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية