الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الطبراني في «الأوسط» عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدوا معه أحدا، فكانت فيهم جراحات، ولم يقتل منهم أحد، فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة، قالوا : يا رسول الله : إنا أهل ميسرة فائذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين، فأنزل الله فيهم : الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله : أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين، قال : ويدرءون بالحسنة السيئة قال : تلك النفقة التي واسوا بها المسلمين، فلما نزلت هذه الآية قالوا : يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران، ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فزادهم النور والمغفرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 294 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل بن حيان قال : لما نزلت : أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا الآية، فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لنا أجران ولكم أجر، فاشتد ذلك على الصحابة، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب، وسوى بينهم في الأجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس : يؤتكم كفلين من رحمته قال : أجرين، ويجعل لكم نورا تمشون به قال : القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد : يؤتكم كفلين من رحمته قال : ضعفين، ويجعل لكم نورا تمشون به قال : هدى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك في قوله : كفلين قال : أجرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة : كفلين قال : حظين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : كفلين قال : ضعفين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي موسى في قوله : كفلين قال : ضعفين، وهي بلسان الحبشة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 295 ] وأخرج الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عمر في قوله : يؤتكم كفلين من رحمته قال : الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزءا من رحمة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي قلابة في قوله : يؤتكم كفلين من رحمته قال : الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الضريس ، عن سعيد بن جبير في قوله : ويجعل لكم نورا تمشون به قال : القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية