الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون .

                                                                                                                                                                                                [ ص: 33 ] أفرأيتم ما تحرثون ه من الطعام، أي: تبذرون حبه وتعملون في أرضه أأنتم تزرعونه تنبتونه وتردونه نباتا، يرف وينمي إلى أن يبلغ الغاية. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم: زرعت، وليقل: حرثت " قال أبو هريرة : أرأيتم إلى قوله: أفرأيتم ... الآية.. والحطام: من حطم، كالفتات والجذاذ من فت وجذ: وهو ما صار هشيما وتحطم "فظلتم" على الأصل "تفكهون" تعجبون. وعن الحسن رضي الله عنه: تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه. أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها. وقرئ: تفكنون. ومنه الحديث: " مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء. فبينا هم إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكنون " أي: يتندمون "إنا لمغرمون" لملزمون غرامة ما أنفقنا. ومهلكون لهلاك رزقنا، من الغرام: وهو الهلاك "بل نحن" قوم "محرومون" محارفون محدودون، لا حظ لنا ولا بخت لنا; ولو كنا مجدودين، لما جرى علينا هذا. وقرئ: "أئنا".

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية