[ ص: 5 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29004_31356_29468_30531ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما
أعقب الوعيد بالوعد جريا على سنة القرآن كما تقدم في المقدمة العاشرة .
والقنوت : الطاعة ، والقنوت للرسول : الدوام على طاعته واجتلاب رضاه ; لأن في رضاه رضى الله تعالى ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله .
وقرأ الجمهور يقنت بتحتية في أوله مراعاة لمدلول من الشرطية كما تقدم في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30من يأت منكن .
وقرأه
يعقوب بفوقية في أوله مراعاة لماصدق ( من ) أي إحدى النساء ، كما تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30من يأت منكن .
وأسند فعل إيتاء أجرهن إلى ضمير الجلالة بوجه صريح تشريفا لإيتائهن الأجر ؛ لأنه المأمول بهن ، وكذلك فعل ( وأعتدنا ) .
ومعنى مرتين توفير الأجر وتضعيفه كما تقدم في قوله تعالى ضعفين .
وضمير أجرها عائد إلى ( من ) باعتبار أنها صادقة على واحدة من نساء النبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وفي إضافة الأجر إلى ضميرها إشارة إلى تعظيم ذلك الأجر بأنه يناسب مقامها وإلى تشريفها بأنها مستحقة ذلك الأجر .
ومضاعفة الأجر لهن على الطاعات كرامة لقدرهن ، وهذه المضاعفة في الحالين
[ ص: 6 ] nindex.php?page=treesubj&link=29399من خصائص أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لعظم قدرهن لأن زيادة قبح المعصية تتبع زيادة فضل الآتي بها .
nindex.php?page=treesubj&link=29399_31357ودرجة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيمة .
وقرأ الجمهور وتعمل بالتاء الفوقية على اعتبار معنى من الموصولة المراد بها أحد النساء ، وحسنه أنه معطوف على فعل يقنت بعد أن تعلق به الضمير المجرور وهو ضمير نسوة .
وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وخلف ( ويعمل ) بالتحتية مراعاة لمدلول ( من ) في أصل الوضع . وقرأ الجمهور نؤتها بنون العظمة . وقرأه
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وخلف بالتحتية على اعتبار ضمير الغائب عائدا إلى اسم الجلالة في قوله قبله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30وكان ذلك على الله يسيرا .
والقول في أعتدنا لها كالقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29فإن الله أعد للمحسنات . والتاء في أعتدنا بدل عن أحد الدالين من أعد لقرب مخرجيها وقصد التخفيف . والعدول عن المضارع إلى فعل الماضي في قوله أعتدنا لإفادة تحقيق وقوعه .
والرزق الكريم : هو رزق الجنة ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا الآية . ووصفه بالكريم لأنه أفضل جنسه . وقد تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إني ألقي إلي كتاب كريم في سورة النمل .
[ ص: 5 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29004_31356_29468_30531وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا
أَعْقَبَ الْوَعِيدَ بِالْوَعْدِ جَرْيًا عَلَى سُنَّةِ الْقُرْآنِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْعَاشِرَةِ .
وَالْقُنُوتُ : الطَّاعَةُ ، وَالْقُنُوتُ لِلرَّسُولِ : الدَّوَامُ عَلَى طَاعَتِهِ وَاجْتِلَابُ رِضَاهُ ; لِأَنَّ فِي رِضَاهُ رِضَى اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ يَقْنُتْ بِتَحْتِيَّةٍ فِي أَوَّلِهِ مُرَاعَاةً لِمَدْلُولِ مَنِ الْشَرْطِيَّةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ .
وَقَرَأَهُ
يَعْقُوبُ بِفَوْقِيَّةٍ فِي أَوَّلِهِ مُرَاعَاةً لِمَاصَدَقَ ( مَنْ ) أَيْ إِحْدَى النِّسَاءِ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ .
وَأُسْنِدَ فِعْلُ إِيتَاءِ أَجْرِهِنَّ إِلَى ضَمِيرِ الْجَلَالَةِ بِوَجْهٍ صَرِيحٍ تَشْرِيفًا لِإِيتَائِهِنَّ الْأَجْرَ ؛ لِأَنَّهُ الْمَأْمُولُ بِهِنَّ ، وَكَذَلِكَ فِعْلُ ( وَأَعْتَدْنَا ) .
وَمَعْنَى مَرَّتَيْنِ تَوْفِيرُ الْأَجْرِ وَتَضْعِيفُهُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ضِعْفَيْنِ .
وَضَمِيرُ أَجْرَهَا عَائِدٌ إِلَى ( مَنْ ) بِاعْتِبَارِ أَنَّهَا صَادِقَةٌ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَفِي إِضَافَةِ الْأَجْرِ إِلَى ضَمِيرِهَا إِشَارَةٌ إِلَى تَعْظِيمِ ذَلِكَ الْأَجْرِ بِأَنَّهُ يُنَاسِبُ مَقَامَهَا وَإِلَى تَشْرِيفِهَا بِأَنَّهَا مُسْتَحِقَّةٌ ذَلِكَ الْأَجْرَ .
وَمُضَاعَفَةُ الْأَجْرِ لَهُنَّ عَلَى الطَّاعَاتِ كَرَامَةٌ لِقَدْرِهِنَّ ، وَهَذِهِ الْمُضَاعَفَةُ فِي الْحَالَيْنِ
[ ص: 6 ] nindex.php?page=treesubj&link=29399مِنْ خَصَائِصِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعِظَمِ قَدْرِهِنَّ لَأَنَّ زِيَادَةَ قُبْحِ الْمَعْصِيَةِ تَتْبَعُ زِيَادَةَ فَضْلِ الْآتِي بِهَا .
nindex.php?page=treesubj&link=29399_31357وَدَرَجَةُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَظِيمَةٌ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ وَتَعْمَلْ بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ عَلَى اعْتِبَارِ مَعْنَى مَنِ الْمَوْصُولَةِ الْمُرَادِ بِهَا أَحَدَ النِّسَاءِ ، وَحَسَّنَهُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى فِعْلِ يَقْنُتْ بَعْدَ أَنْ تَعَلَّقَ بِهِ الضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ وَهُوَ ضَمِيرُ نِسْوَةٍ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَخَلَفٌ ( وَيَعْمَلْ ) بِالتَّحْتِيَّةِ مُرَاعَاةً لِمَدْلُولِ ( مَنْ ) فِي أَصْلِ الْوَضْعِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ نُؤْتِهَا بِنُونِ الْعَظَمَةِ . وَقَرَأَهُ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَخَلَفٌ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى اعْتِبَارِ ضَمِيرِ الْغَائِبِ عَائِدًا إِلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ فِي قَوْلِهِ قَبْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا .
وَالْقَوْلُ فِي أَعْتَدْنَا لَهَا كَالْقَوْلِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ . وَالتَّاءُ فِي أَعْتَدْنَا بَدَلٌ عَنْ أَحَدِ الدَّالَيْنِ مِنْ أَعَدَّ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهَا وَقَصْدِ التَّخْفِيفِ . وَالْعُدُولُ عَنِ الْمُضَارِعِ إِلَى فِعْلِ الْمَاضِي فِي قَوْلِهِ أَعْتَدْنَا لِإِفَادَةِ تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ .
وَالرِّزْقُ الْكَرِيمُ : هُوَ رِزْقُ الْجَنَّةِ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا الْآيَةَ . وَوَصَفَهُ بِالْكَرِيمِ لَأَنَّهُ أَفْضَلُ جِنْسِهِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ فِي سُورَةِ النَّمْلِ .