nindex.php?page=treesubj&link=28657_28743_31907_31908_31910_33143_34513_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ؛ " من " ؛ هنا؛ للعاقل؛ فالبركة ليست في شيء يتعلق بما يلهبها؛ إنما البركة والنماء والزيادة فيمن هو ذاهب إلى النار؛ ويوشك أن يكون فيها؛ وهو كليم الله (تعالى)
موسى - عليه السلام -; ولأنها بقعة مباركة فيها الملائكة؛ واختار الله (تعالى) أن يخاطب نبيه الكليم الأمين فيها - عليه وعلى نبينا أزكى السلام.
[ ص: 5435 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8ومن حولها ؛ من ملائكة أطهار؛ فهي أرض طاهرة مقدسة؛ منها كانت رسالة
موسى؛ كما كانت رسالة
عيسى - عليه السلام - من
ساعير؛ ورسالة
محمد - عليه السلام - في
فاران؛ وهي كما ترى ذلك في التوراة؛ حتى بعد تحريفها في هذه الأيام؛ وهذه البقعة المباركة؛ كما صرح - سبحانه - بذلك في سورة " القصص " :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين
و " البركة " : نماء الخير وزيادته؛ وجعلت البركة في النار; لأن النار سبب مجيء
موسى إليها؛ فهو جاء على أنها نار؛ وليست شجرة مباركة خضراء؛ ولذا فسر بعض المفسرين النار بأنها النور؛ وكذلك كانت تلك الشجرة الخضراء نورا؛ إذ بعث فيها رسول من أولي العزم من الرسل؛ وهو
موسى - عليه السلام.
وختم الله - سبحانه وتعالى - الآية الكريمة بتسبيح الله الواجب على عباده؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8وسبحان الله رب العالمين ؛ أي: التسبيح الخالص لله رب العالمين الخالق والمنعم عليهم بربوبيته الكاملة؛ " سبحان " ؛ ولا يدركها إلا العالمون العقلاء المدركون؛ إن استقامت مداركهم؛ واتجهوا إلى الحق وحده غير مضطربين؛ ولا معوجين؛ وإن في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أن بورك من في النار ومن حولها ؛ هي تفسير للنداء من الحق - جل جلاله -؛ فالنداء هو ذكر الله (تعالى) لهذه البركة النامية المتجددة في كل حين.
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28743_31907_31908_31910_33143_34513_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ " مَنْ " ؛ هُنَا؛ لِلْعَاقِلِ؛ فَالْبَرَكَةُ لَيْسَتْ فِي شَيْءٍ يَتَعَلَّقُ بِمَا يُلْهِبُهَا؛ إِنَّمَا الْبَرَكَةُ وَالنَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ فِيمَنْ هُوَ ذَاهِبٌ إِلَى النَّارِ؛ وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا؛ وَهُوَ كَلِيمُ اللَّهِ (تَعَالَى)
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -; وَلِأَنَّهَا بُقْعَةٌ مُبَارَكَةٌ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ؛ وَاخْتَارَ اللَّهُ (تَعَالَى) أَنْ يُخَاطِبَ نَبِيَّهُ الْكَلِيمَ الْأَمِينَ فِيهَا - عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَزْكَى السَّلَامِ.
[ ص: 5435 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8وَمَنْ حَوْلَهَا ؛ مِنْ مَلَائِكَةٍ أَطْهَارٍ؛ فَهِيَ أَرْضٌ طَاهِرَةٌ مُقَدَّسَةٌ؛ مِنْهَا كَانَتْ رِسَالَةُ
مُوسَى؛ كَمَا كَانَتْ رِسَالَةُ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ
سَاعِيرَ؛ وَرِسَالَةُ
مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي
فَارَانَ؛ وَهِيَ كَمَا تَرَى ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ؛ حَتَّى بَعْدَ تَحْرِيفِهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ؛ وَهَذِهِ الْبُقْعَةُ الْمُبَارَكَةُ؛ كَمَا صَرَّحَ - سُبْحَانَهُ - بِذَلِكَ فِي سُورَةِ " اَلْقَصَصِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
وَ " اَلْبَرَكَةُ " : نَمَاءُ الْخَيْرِ وَزِيَادَتُهُ؛ وَجُعِلَتِ الْبَرَكَةُ فِي النَّارِ; لِأَنَّ النَّارَ سَبَبُ مَجِيءِ
مُوسَى إِلَيْهَا؛ فَهُوَ جَاءَ عَلَى أَنَّهَا نَارٌ؛ وَلَيْسَتْ شَجَرَةً مُبَارَكَةً خَضْرَاءَ؛ وَلِذَا فَسَّرَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ النَّارَ بِأَنَّهَا النُّورُ؛ وَكَذَلِكَ كَانَتْ تِلْكَ الشَّجَرَةُ الْخَضْرَاءُ نُورًا؛ إِذْ بُعِثَ فِيهَا رَسُولٌ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ؛ وَهُوَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَخَتَمَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ بِتَسْبِيحِ اللَّهِ الْوَاجِبِ عَلَى عِبَادِهِ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ أَيْ: اَلتَّسْبِيحُ الْخَالِصُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْخَالِقِ وَالْمُنْعِمِ عَلَيْهِمْ بِرُبُوبِيَّتِهِ الْكَامِلَةِ؛ " سُبْحَانَ " ؛ وَلَا يُدْرِكُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ الْعُقَلَاءُ الْمُدْرِكُونَ؛ إِنِ اسْتَقَامَتْ مَدَارِكُهُمْ؛ وَاتَّجَهُوا إِلَى الْحَقِّ وَحْدَهُ غَيْرَ مُضْطَرِبِينَ؛ وَلَا مُعْوَجِّينَ؛ وَإِنَّ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ؛ هِيَ تَفْسِيرٌ لِلنِّدَاءِ مِنَ الْحَقِّ - جَلَّ جَلَالُهُ -؛ فَالنِّدَاءُ هُوَ ذِكْرُ اللَّهِ (تَعَالَى) لِهَذِهِ الْبَرَكَةِ النَّامِيَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ فِي كُلِّ حِينٍ.