الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
فصل

وقد يستنبط الحكم من السكوت عن الشيء ، كقوله - تعالى - : ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ( النور : 31 ) الآية ، ولم يذكر الأعمام والأخوال ، وهم من المحارم ، وحكمهم حكم من سمي في الآية ، وقد سئل الشعبي عن ذلك ، فقال : لئلا يضعها العم عند ابنه وهو ليس بمحرم لها ، وكذا الخال ، فيفضي إلى الفتنة . والمعنى فيه أن كل من استثني مشترك بابنه في المحرمية إلا العم والخال . وهذا من الدلائل البليغة على وجوب الاحتياط في سترهن .

ولقائل أن يقول : هذه المفسدة محتملة في أبناء بعولتهن ، لاحتمال أن يذرها أبو البعل عند ابنه الآخر ، وهو ليس بمحرم لها ، وأبو البعل ينقض قولهم : إن كل من استثنى اشترك هو وابنه في المحرمية .

ومنه قوله - تعالى - : ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ( النور : 61 ) الآية ، ولم يذكر الأولاد فقيل لدخولهم في قوله : ( بيوتكم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية