الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال أي: فرعون لموسى - عليه السلام - بعدما أتياه وقالا له ما أمرا به، ويروى أنهما انطلقا إلى باب فرعون فلم يؤذن لهما سنة، حتى قال البواب: إن هاهنا إنسانا يزعم أنه رسول رب العالمين! فقال: ائذن له لعلنا نضحك منه، فأذن له، فدخلا فأديا إليه الرسالة، فعرف موسى - عليه السلام - فقال عند ذلك ألم نربك فينا وليدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي خبر آخر أنهما أتيا ليلا، فقرع الباب، ففزع فرعون، وقال: من هذا الذي يضرب بابي هذه الساعة؟ فأشرف عليهما البواب فكلمهما، فقال له موسى : أنا رسول رب العالمين، فأتى فرعون وقال: إن هاهنا إنسانا مجنونا يزعم أنه رسول رب العالمين! فقال: أدخله، فدخل فقال ما قص الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وأراد اللعين من قوله: ألم نربك ... إلخ الامتنان وفينا على تقدير المضاف، أي: منازلنا، والوليد فعيل بمعنى مفعول، يقال لمن قرب عهده بالولادة، وإن كان - على ما قال الراغب -: يصح في الأصل لمن قرب عهده أو بعد، كما يقال لما قرب عهده بالاجتناء جني، فإذا كبر سقط عنه هذا الاسم، وقال بعضهم: كأن دلالته على قرب العهد من صيغة المبالغة، وكون الولادة لا تفاوت فيها نفسها.

                                                                                                                                                                                                                                      ولبثت فينا من عمرك سنين قيل: لبث فيهم ثلاثين سنة، ثم خرج إلى مدين ، وأقام به عشر سنين، ثم عاد إليهم يدعوهم إلى الله تعالى ثلاثين سنة، ثم بقي بعد الغرق خمسين، وقيل: لبث فيهم اثنتي عشرة سنة، ففر بعد أن وكز القبطي إلى مدين فأقام به عشر سنين يرعى غنم شعيب - عليه السلام - ثم ثماني عشرة سنة بعد بنائه على امرأته بنت شعيب فكمل له أربعون سنة، فبعثه الله تعالى، وعاد إليهم يدعوهم إليه - عز وجل - والله تعالى أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو في رواية «من عمرك» بإسكان الميم، والجار والمجرور في موضع الحال من ( سنين ) كما هو المعروف في نعت النكرة إذا قدم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية