قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون .
nindex.php?page=treesubj&link=29012قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون قرأ
نافع " نحشر " بالنون " أعداء " بالنصب . الباقون " يحشر " بياء مضمومة " أعداء " بالرفع ومعناهما بين . وأعداء الله : الذين كذبوا رسله وخالفوا أمره .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19فهم يوزعون يساقون ويدفعون إلى جهنم . قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ، قال
أبو الأحوص : فإذا تكاملت العدة بدئ بالأكابر فالأكابر جرما . وقد مضى في " النمل " الكلام في يوزعون مستوفى .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حتى إذا ما جاءوها ما زائدة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون الجلود يعني بها الجلود أعيانها في قول أكثر المفسرين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=showalam&ids=16519وعبيد الله بن أبي جعفر والفراء : أراد بالجلود الفروج ، وأنشد بعض الأدباء
لعامر بن جؤية :
المرء يسعى للسلا مة والسلامة حسبه أوسالم من قد تثنى
جلده وابيض رأسه
[ ص: 313 ] وقال : جلده كناية عن فرجه . وقالوا يعني الكفار لجلودهم لم شهدتم علينا وإنما كنا نجادل عنكم " قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء " لما خاطبت وخوطبت أجريت مجرى من يعقل .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وهو خلقكم أول مرة أي ركب الحياة فيكم بعد أن كنتم نطفا ، فمن قدر عليه قدر على أن ينطق الجلود وغيرها من الأعضاء . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وهو خلقكم أول مرة ابتداء كلام من الله . وإليه ترجعون . وفي صحيح
مسلم عن
أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله فضحك فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831086هل تدرون مم أضحك ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831087من مخاطبة العبد ربه ، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال : يقول بلى ؟ قال : فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني . قال : يقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ، وبالكرام الكاتبين شهودا . قال فيختم على فيه فيقال لأركانه : انطقي ، فتنطق بأعماله . قال : ثم يخلي بينه وبين الكلام . قال : فيقول : بعدا لكن وسحقا ، فعنكن كنت أناضل وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ثم يقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830976الآن نبعث شاهدنا عليك . ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي ، فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي ، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك المنافق ، وذلك الذي سخط الله عليه خرجه أيضا
مسلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29012قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ قَرَأَ
نَافِعٌ " نَحْشُرُ " بِالنُّونِ " أَعْدَاءَ " بِالنَّصْبِ . الْبَاقُونَ " يُحْشَرُ " بِيَاءٍ مَضْمُومَةٍ " أَعْدَاءُ " بِالرَّفْعِ وَمَعْنَاهُمَا بَيِّنٌ . وَأَعْدَاءُ اللَّهِ : الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ وَخَالَفُوا أَمْرَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=19فَهُمْ يُوزَعُونَ يُسَاقُونَ وَيُدْفَعُونَ إِلَى جَهَنَّمَ . قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : يُحْبَسُ أَوَّلُهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا ، قَالَ
أَبُو الْأَحْوَصِ : فَإِذَا تَكَامَلَتِ الْعِدَّةُ بُدِئَ بِالْأَكَابِرِ فَالْأَكَابِرِ جُرْمًا . وَقَدْ مَضَى فِي " النَّمْلِ " الْكَلَامُ فِي يُوزَعُونَ مُسْتَوْفًى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا مَا زَائِدَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الْجُلُودُ يَعْنِي بِهَا الْجُلُودَ أَعْيَانَهَا فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16519وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ وَالْفَرَّاءُ : أَرَادَ بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ ، وَأَنْشَدَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ
لِعَامِرِ بْنِ جُؤَيَّةَ :
الْمَرْءُ يَسْعَى لِلسَّلَا مَةِ وَالسَّلَامَةُ حَسْبُهْ أَوَسَالِمٌ مَنْ قَدْ تَثَنَّى
جِلْدُهُ وَابْيَضَّ رَأْسُهْ
[ ص: 313 ] وَقَالَ : جِلْدُهُ كِنَايَةً عَنْ فَرْجِهِ . وَقَالُوا يَعْنِي الْكُفَّارَ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا وَإِنَّمَا كُنَّا نُجَادِلُ عَنْكُمْ " قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ " لَمَّا خَاطَبَتْ وَخُوطِبَتْ أُجْرِيَتْ مَجْرَى مَنْ يَعْقِلُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَيْ رَكَّبَ الْحَيَاةَ فِيكُمْ بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ نُطَفًا ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ قَدَرَ عَلَى أَنْ يُنْطِقَ الْجُلُودَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْأَعْضَاءِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=21وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ مِنَ اللَّهِ . وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَضَحِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831086هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831087مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ ؟ قَالَ : يَقُولُ بَلَى ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي . قَالَ : يَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا . قَالَ فَيَخْتِمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ . قَالَ : ثُمَّ يُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ . قَالَ : فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ثُمَّ يُقَالُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830976الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ . وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ ، وَذَلِكَ لِيُعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ ، وَذَلِكَ الَّذِي سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَرَّجَهُ أَيْضًا
مُسْلِمٌ .