الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    34 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين وقال في المائدة والحج: والصابئون والنصارى .

                                                                                                                                                                    قدم النصارى في البقرة، وأخرهم في المائدة والحج؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن التقديم قد يكون بالفضل والشرف، وقد يكون بالزمان.

                                                                                                                                                                    [ ص: 101 ] فروعي في البقرة تقديم الشرف بالكتاب؛ لأن الصابئين لا كتاب لهم مشهود ولذلك قدم: (الذين هادوا) في جميع الآيات، وإن كانت الصابئة متقدمة في الزمان.

                                                                                                                                                                    وأخر النصارى في بعضها؛ لأن اليهود موحدون والنصارى مشركون، ولذلك قرن النصارى في الحج بالمجوس والمشركين، فأخرهم لإشراكهم بمن بعدهم في الشرك، وقدمت الصابئون عليهم في بعض الآيات لتقدم زمانهم عليهم.

                                                                                                                                                                    وقول بعض الفقهاء: إن الصابئة فرقة من النصارى - باطل لا أصل له.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية