الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 26 ] فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم

                                                                                                                                                                                                                                      فخرج على قومه عطف على "قال"، وما بينهما اعتراض. وقوله تعالى: في زينته إما متعلق بخرج، أو بمحذوف. هو حال من فاعله، أي: فخرج عليهم كائنا في زينته. قيل: خرج على بغلة شهباء عليه الأرجوان، وعليها سرج من ذهب، ومعه أربعة آلاف على زيه، وقيل: عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر، وعن يمينه ثلاثمائة غلام، وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض عليهن الحلي والديباج، وقيل: في تسعين ألفا عليهم المعصفرات، وهو أول يوم رثي فيه المعصفر. قال الذين يريدون الحياة الدنيا من المؤمنين جريا على سنن الجبلة البشرية من الرغبة في السعة واليسار. يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وعن قتادة أنهم تمنوه ليتقربوا به إلى الله تعالى، وينفقوه في سبل الخير، وقيل: كان المتمنون قوما كفارا. إنه لذو حظ عظيم تعليل لتمنيهم، وتأكيد له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية