الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

                                                                                                                                                                                                                                      25 - قال إبراهيم لقومه إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا حمزة وحفص ، "مودة بينكم" :مدني وشامي وحماد ويحيى وخلف ، "مودة بينكم": مكي وبصري وعلي، "مودة بينكم" الشموني والبرجمي فالنصب على وجهين على التعليل أي : لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تحابهم وأن يكون مفعولا ثانيا كقوله اتخذ إلهه هواه وما كافة أي اتخذتم الأوثان سبب المودة بينكم على تقدير حذف المضاف أو اتخذتموها مودة بينكم أي : مودودة بينكم كقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وفي الرفع وجهان أن يكون خبرا لإن ، وما موصولة وأن يكون خبر مبتدإ محذوف أي : هي مودة بينكم ، والمعنى: أن الأوثان مودة بينكم أي : مودودة أو سبب مودة ومن أضاف المودة جعل بينكم اسما لا ظرفا كقوله شهادة بينكم ومن نون مودة ونصب بينكم فعلى الظرف ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض تتبرأ الأصنام من عابديها ويلعن بعضكم بعضا أي : يوم القيامة يقوم بينكم التلاعن فيلعن الأتباع القادة ومأواكم النار أي : مأوى العابد والمعبود والتابع والمتبوع وما لكم من ناصرين ثمة

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية