الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وفي السماء رزقكم [22]

                                                                                                                                                                                                                                        رفع بالابتداء . واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( رزقكم ) وفي الرزق ما هو هل هو الحلال والحرام أم الحلال خاصة؟ فقال الضحاك : ( وفي السماء رزقكم ) أي المطر ، وقال سعيد بن جبير : الثلج وكل عين ذائبة ، وتأول ذلك واصل الأحدب على أن المعنى : ومن عند الله الذي في السماء صاحب رزقكم . وقال قوم : كل ما كسبه الإنسان سمي رزقا . وقال قوم : لا يقال رزقه الله جل وعز إلا لما كان حلالا ، واستدلوا على هذا في القرآن فقال الله جل وعز : ( وأنفقوا من ما رزقناكم ) ولا يأمر بالنفقة إلا من الحلال . واختلف أهل التأويل في ( وما توعدون ) فقال الضحاك : الجنة والنار ، وقال غيره : توعدون من وعد ، ووعد إنما يكون للخير [فما توعدون للخير فأما في الشر فيقال : أوعد] وقال آخرون : هو من أوعد لأن [ ص: 241 ] توعدون في العربية يجوز أن يكون من أوعد ومن وعد . والأحسن فيه ما قال مجاهد ، قال : ما توعدون من خير وشر؛ لأن الآية عامة فلا يخص بها شيء إلا بدليل قاطع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية